للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظاهر كلام سيبويه أنه من العطف على المحل، وذهب الشلوبيين إلى أنه من باب التوهم.

""سوى" وخروجها عن الظرفية ":

٣٢٧-

ولسوى سوى سواء اجعلا ... على الأصح ما لغير جعلا

"ولسوى" بالكسر و"سوى" بالضم مقصورتين و"سواء" بالفتح والمد "اجعلا على الأصح معا لغير جعلا" من الأحكام فيما سبق؛ لأنها مثلها؛ لأمرين:

أحدهما: إجماع أهل اللغة على أن معنى قول القائل: "قاموا سواك وقاموا غيرك" واحد، وأنه لا أحد منهم يقول إن "سوى" عبارة عن مكان أو زمان.

والثاني: أن من حكم بظرفيتها حكم بلزوم ذلك وأنها لا تتصرف، والواقع في كلام العرب نثرا ونظما خلاف ذلك؛ فمن وقوعها مجرورة بالحرف قوله عليه الصلاة والسلام: "دعوت ربي ألا يسلط على أمتي عدوا من سوى أنفسها"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما أنتم في سواكم إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود"، وقول الشاعر "من الطويل":

٤٥٥-

ولا ينطق الفحشاء من كان منهم ... إذا جلسوا منا ولا من سوائنا


٤٥٥- التخريج: البيت للمرار بن سلامة العجلي في خزانة الأدب ٣/ ٤٣٨؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٢٤؛ والكتاب ١/ ٣١؛ والمقاصد النحوية ٣/ ١٢٦؛ ولرجل من الأنصار في الكتاب ١/ ٤٠٨؛ وبلا نسبة في الإنصاف ١/ ٢٩٤؛ والمقتضب ٤/ ٣٥٠.
اللغة: الفحشاء: الشيء القبيح.
الإعراب: "ولا": الواو بحسب ما قبلها، "لا": حرف نفي. "ينطق": فعل مضارع مرفوع. "الفحشاء": منصوب على نزع الخافض. "من": اسم موصول مبني في محل رفع فاعل. "كان": فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: "هو". "منهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "كان". "إذا": ظرف متعلق بـ"ينطق". "جلسوا": فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل. "منا": جار ومجرور متعلقان بـ"جلسوا". "ولا": الواو حرف عطف، "لا": حرف نفي. "من سوائنا": جار ومجرور متعلقان بـ"جلسوا"، وهو مضاف، و"نا": ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
وجملة: "ينطق ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "كان منهم" صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. وجملة: "جلسوا" في محل جر بالإضافة.
الشاهد: قوله: "من سوائنا" حيث خرجت "سواء" عن الظرفية، واعتبرت اسما جر بحرف الجر، وهذا عند سيبويه من ضرورات الشعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>