للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأوله البصريون على أن "مشيها" مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: مشيها يكون أو يوجد وئيدا، وقيل: ضرورة، وقد روي مثلنا: الرفع على ما ذكرنا، والنصب على المصدر، أي: تمشي مشيها؛ والخفض بدل اشتمال من الجمال.

٢٢٧-

وجرد الفعل إذا ما أسندا ... لاثنين أو جمع كـ"فاز الشهدا"

٢٢٨-

وقد يقال سعدا وسعدوا ... والفعل للظاهر بعد مسند

"وجرد الفعل" من علامة التثنية والجمع "إذا ما أسندا لاثنين" كفاز الشهيدان، ويفوز الشهيدان "أو جمع كفاز الشهدا" ويفوز الشهداء، وفازت الهندات، وتفوز الهندات؛ هذه اللغة المشهورة.

"وقد يقال" على لغة قليلة "سعدا" الزيدان، ويسعدان الزيدان، "وسعدوا" العمرون، ويسعدون العمرون، وسعدن الهندات، ويسعدن الهندات؛ ومن ذلك قوله "من الطويل":

٣٥٦-

تولى قتال المارقين بنفسه ... وقد أسلماه مبعد وحميم


= محل رفع فاعل، "أم": حرف عطف. "حديدا": مفعول به منصوب.
وجملة "ما للجمال" ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "مشيها" حالية. وجملة "يحملن" استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "مشيها وئيدا" حيث قدم الفاعل، وهو قوله: "مشيها" على عامله، وهو الصفة المشبهة "وئيدا". وهذا ما قاله الكوفيون الذين أجازوا تقديم الفاعل على عامله، أما البصريون فخرجوا البيت على أن "مشيها" مبتدأ، و"ئيدا" حال من فاعل فعل محذوف، والتقدير: مشيها يظهر وئيدا، وجملة الفعل المحذوف مع فاعله في محل رفع خبر المبتدأ، أو على أن "مشيها" بدل من الضمير المستكن في الجار والمجرور الواقع خبرا، وهما قوله: "للجمال"، ويروى البيت بنصب "مشيها" وجرها، وفي هاتين الروايتين ينتفي الشاهد.
٣٥٦- التخريج: البيت لعبيد الله بن قيس الرقيات في ديوانه ص١٩٦؛ وتخليص الشواهد ص٤٧٣؛ والدرر ٢/ ٢٨٢؛ وشرح التصريح ١/ ٢٧٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٨٤، ٧٩٠؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦١؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٠٦؛ والجنى الداني ص١٧٥؛ وجواهر الأدب ص١٠٩؛ وشرح ابن عقيل ص٢٣٩؛ ومغني اللبيب ٢/ ٣٦٧، ٣٧١؛ وهمع الهوامع ١/ ١٦٠.
اللغة والمعنى: المارقين: الخارجين على الدين. أسلماه: خذلاه، ولم ينصراه. المبعد: البعيد الصلة. الحميم: القريب. =

<<  <  ج: ص:  >  >>