للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله "من الطويل":

٣٢٧-

تعلم رسول الله أنك مدركي ... "وأن وعيدا منك كالأخذ باليد"

وفي حديث الدجال "تعلموا أن ربكم ليس بأعور" أي: اعلموا.

فإن كانت بمعنى "تعلم الحساب" ونحوه، تعدت لواحد.

فقد بان لك أن أفعال القلوب المذكورة على أربعة أنواع:

الأول: ما يفيد في الخبر يقينا، وهو ثلاثة: وجد، وتعلم، ودرى.

والثاني: ما يفيد فيه رجحانا، وهو خمسة: جعل، وحجا، وعد، وزعم، وهب.

والثالث: ما يرد للآمرين، والغالب كونه لليقين، وهو اثنان: رأى، وعلم.


= وجملة: "تضيعها فقلت ... " بحسب ما قبلها. وجملة: "تعلم ... " في محل نصب مفعول به. وجملة: "إلا تضيعها ... " الشرطية استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة "فإنك قاتله" في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد: قوله: "تعلم أن للصيد غرة" حيث ورد "تعلم" بمعنى "اعلم، وعدي إلى مفعولين سدت "أن" ومعمولاها مسدهما. وهذا هو الكثير في الاستعمال.
٣٢٧- التخريج: البيت ملفق من بيتين لأسيد بن أبي إياس الهذلي في شرح أشعار الهذليين ٢/ ٦٢٧؛ ومغني اللبيب ص٢/ ٥٩٤.
اللغة والمعنى: مدركي: تبلغني. الوعيد: التهديد.
الإعراب: تعلم: فعل أمر، والفاعل: أنت. رسول: منادى منصوب وهو مضاف. الله: اسم الجلالة مضاف إليه مجرور. أنك: حرف مشبه بالفعل، والكاف: في محل نصب اسم "إن" مدركي: خبر "أن" مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة وأن: الواو: حرف عطف، أن: حرف مشبه بالفعل. وعيدا: اسم "أن" منصوب. منك: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره: "موجود". كالأخذ: جار ومجرور متعلقان بخبر محذوف تقديره "موجود". باليد: جار ومجرور متعلقان بـ"الأخذ".
وجملة "تعلم رسول الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة " ... رسول الله" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها اعتراضية. وجملة "أنك مدركي" الاسمية في محل نصب مفعول به. وجملة "أن وعيدا ... " الاسمية معطوفة على جملة لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه استعمال الفعل "تعلم" بمعنى "اعلم" فتعدى إلى مفعولين سدت "أن" وما بعدها مسدهما، وهذا هو الأكثر في تعدي هذا الفعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>