للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليها من المدينة بقوله: "خرجت من المدينة وما من رجل أعلم مني"١، مع أنه ترك فيها سعيد بن المسيب ونظراءه.

وبيّنة هذه الشهادات والأخبار قائمة في كتب العلم، فما من كتاب من كتب السنة، أو الفقه الاستدلالي إلا ويجد القارئ فيها ذكراً لعمر، من حديث، أو رأي، أو أمر، أو قضاء، ونحوها، وليسهل الأمر على المتتبع فلينظر من هذه الكتب الأبواب التي لها صلة بالخليفة والسلطان، كالزكوات، والصدقات، والمعاقل، والديات، والجهاد، والسّير، ونحوها فإنه واجد فيها الكثير الوفير.

بل لو رجعنا إلى الكتب الصغيرة لأئمة العلم الأقدمين لوجدنا فيها ذكر عمر بن عبد العزيز متكرراً، على سبيل الاحتجاج لرأيهم بقوله وفعله.

من ذلك رسالة الإمام الليث بن سعد إلى الإمام مالك بن أنس رضي الله عنهما، وهي رسالة قصيرة لا تتجاوز صفحاتهُا عددَ أصابع اليد، وفيها يحتج الليث - مراراً- لصحة قوله، بقول عمر بن عبد العزيز، على مالك فيما ذهب إليه في بعض مسائله٢.


١ ابن كثير البداية والنهاية ٥/١٩٥.
٢ انظر الرسالة الفسوي: في المعرفة والتاريخ ١/٦٨٧-٦٩٥، ومنه نقل ابن القيم في إعلام الموقعين ٣/٩٤-١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>