للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخاصة بي، فحدثهم بالجفاء فهو أمعن لإقدامهم، وترك الصبحة١ فإن عادتها تكسب الغفلة، وقلة الضحك، فإن الضحك كثرته يميت القلب، وليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي بدؤها من الشيطان، وعاقبتها سخط الرحمن، فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم: أن حضور المعازف واستماع الأغاني، واللهج بها ينبت النفاق في القلب، كما ينبت العشب الماء، ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على النفاق في قلبه. وهو حين يفارقها لا يعتقد بما سمعت أذناه على شيء مما ينتفع به، وليفتتح كل غلام منهم بجزء من القرآن يثبت في قراءته. فإذا فرغ تناول قوسه ونبله وخرج إلى الغرض٢، حافيا فرمى سبعة أرشاق٣، ثم انصرف إلى القائلة فإن ابن مسعود رضي الله عنه كان يقول: يابني قيلوا٤ فإن الشياطين لا تقيل"٥.


١ الصبحة: بضم الصاد وفتحها الضحى وتصبَّح نام بالغداة، المصباح المنير ص١٢٦
٢ الغرض: الهدف الذي يرمى إليه والجمع أغراض. المصباح المنير للفيومي ص١٦٩، ط. مكتبة لبنان عام ١٩٩٠م.
٣ الرشق: الرمي والقوم إذا رموا بأجمعهم. المصباح المنير ص٨٧.
٤ القيلولة والقائلة: نوم نصف النهار. معجم مقاييس اللغة ٥/٤٥.
٥ ابن أبي الدنيا: كتاب ذم الملاهي ص٥٠-٥١، ومن طريقه ابن الجوزي سيرة عمر ص٣١٦، وأبو حفص الملاَّء ٢/٦٣١-٦٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>