للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - يقول رحمه الله تعالى: . . . والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل، ولا يصح عن أحد منهم خلاف ذلك البتة (١).

٢ - ويقول رحمه الله تعالى أيضًا في شرحه لحديث اختصام الملأ الأعلى ". . . وأما وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه عز وجل بما وصفه به فكل ما وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - به ربه عز وجل فهو حق وصدق يجب الإيمان والتصديق به كما وصف الله عز وجل به نفسه مع نفي التمثيل عنه. . . " (٢).

ومما يدل على عقيدته السلفية أيضًا نقده لبعض علماء الحنابلة الذين كان لهم شهرة كبيرة ومع ذلك كان عندهم ميل إلى التأويل في بعض كلامهم كابن الجوزي، يقول ابن رجب رحمه الله تعالى وهو يذكر الوجوه التي تؤخذ على ابن الجوزي ومنها -أي من الوجوه التي تؤخذ عليه-: "وهو الذي من أجله نقم جماعة من مشايخ أصحابنا وأئمتهم من ميله إلى التأويل في بعض كلامه، واشتد نكرهم عليه في ذلك.

ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف، وهو وإن كان متطلعًا على الأحاديث والآثار في هذا الباب، فلم يكن خبيرًا بحل شبهة المتكلمين وبيان فسادها.

وكان معظمًا لأبى الوفاء بن عقيل (٣) يتابعه في أكثر ما يجد في


(١) فضل علم السلف على علم الخلف (ص ٣٣).
(٢) اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى (ص ٤٠، ٤١).
(٣) أبو الوفاء علي بن عقيل بن عبد الله البغدادي الحنبلي، من أئمة الحنابلة، له مؤلفات عديدة منها: الفنون في شتى العلوم في أربعمائة جزء، اتهم ببعض آراء المبتدعة، ويقال: إنه رجع وتاب، توفي سنة ٥١٣ هـ.
سير أعلام النبلاء (١٩/ ٤٤٣) والذيل على طبقات الحنابلة (١/ ١٤٢).

<<  <   >  >>