وقد كنت تشكيني إذا جئت شاكيا ... فقل لي: لمن أشكو صنيعك بي؟ قل لي
فبادر إلى الأولى وإلّا فإنني ... سأشكوك يوم الحشر للحكم «١» العدل
وكتب جوابا لأبي محمد بن عبدون مع مركوب عن أبيات ثبتت في القلائد «٢» :
[المتقارب]
بعثت إليك جناحا فطر ... على خفية من عيون البشر
على ذلل من نتاج البروق ... وفي ظلل «٣» من نسيج الشّجر
فحسبي ممّن «٤» نأى من «٥» دنا ... فمن «٦» غاب كان كمن «٧» قد حضر
قال الفتح «٨» : أخبرني الوزير «٩» أبو أيوب بن أمية «١٠» أنه مرّ في بعض أيامه بروض مفتر المباسم، معطر الرياح النواسم، فارتاح إلى الكون به بقيّة نهاره، والتّنعّم ببنفسجه وبهاره، فلمّا حصل من أنسه في وسط المدى، عمد إلى ورقة كرنب قد بلّلها النّدى، وكتب فيها بطرف غصن، يستدعي الوزير أبا طالب بن غانم أحد ندمائه، ونجوم سمائه «١١» : [مخلع البسيط]
أقبل «١٢» أبا طالب «١٣» إلينا ... واسقط «١٤» سقوط النّدى علينا
فنحن عقد بغير «١٥» وسطى ... ما لم تكن حاضرا لدينا
نثره: وهو أشفّ من شعره، وإنّه لطبقة تتقاصر عنها أفذاذ الكتاب، ونهاية من نهاية الآداب. قال «١٦» : كان ليلة مع خواصّه للأنس معاطيا، ولمجلس كالشمس