قال: رواه يزيد بن عبد الملك عن سعيد، وقد أدخلوا فيها رجلا مجهولا، ولما ذكره أبو بكر البزار في مسنده، عن سعيد بن بحر القراطيسي، عن معن بن عيسى، عن يزيد، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، ويزيد بن عبد الملك لين الحديث، كذا ذكره.
وفيه نظر؛ لما ذكره الحازمي: وقد روي عن نافع بن عمر الجمحي، عن سعيد المقبري، كما رواه يزيد بن عبد الملك، وإذا اجتمعت هذه الطرق دلتنا على أن هذا الحديث له أصل من رواية أبي هريرة، ولما أنبأ أبو البركات محمد بن عثمان الصوفي - رحمه الله - بقراءتي عليه، أخبركم أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن، وعبد العزيز الحراني، قال الأول: أنبأنا أسعد بن سعيد الأصبهاني وأم هانئ عفيفة الفارقانية وعائشة بنت معمر بن عبد الواحد.
وقال الحراني: أنبأتنا عفيفة، قالوا: أنبأ فاطمة الجوزدانية، أنا ابن ريذة، أنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي، أنا أحمد بن عبد الله بن العباس الطائي البغدادي، ثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرحمن بن القاسم، عن نافع بن أبي نعيم ويزيد بن عبد الملك النوفلي، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه ليس دونها حجاب فقد وجب عليه الوضوء.
قال الطبراني: لم يروه عن نافع إلا عبد الرحمن بن القاسم الفقيه المصري، ولا عن عبد الرحمن إلا أصبغ، تفرد به أحمد بن سعيد.
وفيما قاله نظر؛ لما يذكره الحاكم بعد، وخرجه أبو حاتم بن حبان في صحيحه من جهة نافع ويزيد كما قدمناه، ثم قال: اعتمادنا إنما هو على نافع، فأما يزيد فقد تبرأنا من عهدته في كتاب الضعفاء، وذكر أبو عمر أن ابن السكن قال: هو أجود ما روي في هذا الباب لرواية أصبغ، عن ابن القاسم صاحب مالك، عن نافع ويزيد، جميعا عن سعيد، عن أبي هريرة، وأصبع وابن القاسم فقيهان