وهناك فريق من الباحثين والدارسين والكتاب يرون عدم ضرورة تخصيص مجال من مجالات الإرشاد للفئات الخاصة على أساس أن الكثير من الدراسات والبحوث توضح أنه لا توجد فروق جوهرية بينهم وبين العاديين في جوهر الشخصية، في حالة تساوي الظروف والعوامل، فالعميان مثلا أفراد عاديون لكنهم لا يرون، والصم أفراد عاديون لكنهم لا يسمعون ... وهكذا، والفروق التي توجد إنما هي نتيجة لعوامل بيئية أكثر مما تتعلق بالعاهة أو الإعاقة، مثل الاتجاهات الاجتماعية نحو ذوي الحاجات الخاصة من ذوي العاهات والمعاقين واعتبارهم متخلفين أو عجزة، كذلك فإن هذه الاتجاهات الاجتماعية تؤثر في مفهوم الذات لدى أفراد هذه الفئات مما يؤثر بالتالي في سلوكهم وتوافقهم وصحتهم النفسية "انظر حامد زهران Zahran؛ ١٩٦٤، ١٩٦٥، سميرة أبو زيد ١٩٩١، مها زحلوق، ١٩٩٤، عبد المطلب القريطي، ١٩٩٦".
وعلى كل حال فمهما اختلفت الآراء فإن هناك فروعا من علم النفس تخصصت في "علم نفس الفئات الخاصة" و"سيكولوجية غير العاديين" وهناك فروع من التربية تخصصت في "التربية الخاصة" أو تربية الفئات الخاصة، ومن كل هذه التخصصات يفيد إرشاد الفئات الخاصة أخذا وعطاء "يوسف القريوتي، وعبد العزيز السرطاوي، ١٩٩٥".
ونحن نجد أن تربية وإرشاد هذه الفئات تختلف الممارسة بخصوصها. فبعض الدول تدمجهم وتعلمهم في المدارس العادية، وبعضها تعلمهم في مدارس خاصة، والبعض تعلمهم في فصول خاصة في إطار المدارس العادية "جاكسون وجونيبر Jackson & Juniper؛ ١٩٧١".
وقد خصصت الأمم المتحدة عقدا كاملا للمعوقين "١٩٨٣-١٩٩٢" حيث قدرت هيئة الصحة العالمية عدد المعوقين في العالم بما يقرب من ١٠% من سكان العالم، بينهم ٣% من المتخلفين عقليا، ونظرا للمعوقات التي تواجه محاولات حصر المعوقين من خلال التعداد العام للسكان، فإن التقريب هو القاعدة في تحديد حجم مشكلة المعوقين، حتى لنجد أن الأرقام التي تذكر عن النسبة العامة للإعاقات هي بين ٥% إلى ١٥%. والسبب في ذلك هو محاولة ولي الأمر إغفال بيانات الإعاقة خجلا أو أملا في الشفاء، مع صعوبة تحديد بعض الإعاقات بسبب نقص البيانات الدقيقة عن درجة الإبصار أو حدة السمع أو نسبة الذكاء ... إلخ. وفي ضوء هذا، فإن ما يتوافر هو مجرد تقديرات تقدمها دراسات استطلاعية يقدر بعضها عدد المعوقين في مصر بحوالي ٥% من عدد السكان "يوسف هاشم إمام، ١٩٩٨".
ومن الخصائص العامة لمعظم الفئات الخاصة اللجوء إلى السلوك الإنكاري، أي