حديث الزهري عن عروة عن عائشة عن جوار يغنين أي شيء من هذا الغناء قال غناء الركب أتيناكم أتيناكم قال الخلال وحدثنا أحمد بن فرج الحمصي ثنا يحيى بن سعيد ثنا أبو عقيل عن نهبة عن عائشة ﵂ قالت كانت عندنا جارية يتيمة من الأنصار فزوجناها رجلا من الأنصار فكنت فيمن أهداها إلى زوجها فقال رسول الله ﷺ يا عائشة:"إن الأنصار أناس فيهم غزل" فما قلت قالت دعونا بالبركة قال أفلا قلتم:
أتيناكم أتيناكم … فحيونا نحييكم
ولولا الذهب الأحم … ر ما حلت بواديكم
ولولا الحبة السمراء … لم تسمن عذاريكم"
أخبرنا أبو الحصين نا ابن المذهب نا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثني أبي ثنا أسود بن عامر نا أبو بكر عن أجلح عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله ﵁ قال قال رسول الله ﷺ لعائشة ﵂ أهديتم الجارية إلى بيتها قالت نعم قال: "فهلا بعثتم معها من يغنيهم يقول:
أتيناكم أتيناكم … فحيونا نحييكم
فإن الأنصار قوم فيهم غزل".
قال المصنف ﵀: فقد بان بما ذكرنا ما كانوا يغنون به وليس مما يطرب ولا كانت دفوفهن على ما يعرف اليوم ومن ذلك أشعار ينشدها المتزهدون بتطريب وتلحين تزعج القلوب إلى ذكر الآخرة ويسمونها الزهديات كقول بعضهم:
يا غاديا في غفلة ورائحا … إلى متى تستحسن القبائحا
وكم إلى كم لا تخاف موقفا … يستنطق الله به الجوارحا
يا عجبا منك وأنت مبصر … كيف تجنبت الطريق الواضحا
فهذا مباح أيضا وإلى مثله أشار أحمد بن حنبل في الإباحة فيما أنبأنا به أبو عبد العزيز كاوس نا المظفر بن الحسن الهمداني نا أبو بكر بن لالي ثنا الفضل الكندي قال سمعت عبدوس يقول سمعت أبا حامد الخلفاني يقول لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله هذه القصائد الرقاق التي في ذكر الجنة والنار أي شيء تقول فيها فقال مثل أي شيء؟ قلت يقولون: