للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زعموا أن من عصى ثم تاب لم تقبل توبته والناكثية زعموا أن من نكث بيعة رسول الله فلا إثم عليه والقاسطية فضلوا طلب الدنيا على الزهد فيها والنظامية تبعوا إبراهيم النظام في قوله من زعم أن الله شيء فهو كافر.

وانقسمت الجهمية (١) اثنتي عشرة فرقة المعطلة زعموا أن كل ما يقع عليه وهم الإنسان فهو مخلوق ومن ادعى أن الله يرى فهو كافر والمريسية (٢) قالوا أكثر صفات الله مخلوقة والملتزمة جعلوا الباري في كل مكان والواردية قالوا لا يدخل النار من عرف ربه ومن دخلها لم يخرج منها أبدا الزنادقة قالوا ليس لأحد أن يثبت لنفسه ربا لأن الإثبات لا يكون إلا بعد إدراك الحواس وما يدرك فليس بإله وما لا يدرك لا يثبت والحرقية زعموا أن الكافر تحرقه النار مرة واحدة ثم يبقى محترقا أبدا لا يجد حر النار والمخلوقية زعموا أن القرآن مخلوق والفانية زعموا أن الجنة والنار تفنيان ومنهم من قالإنهما لم تخلقا والمغيرية (٣) جحدوا الرسل فقالوا إنما هم حكام والواقفية قالوا لا نقول إن القرآن مخلوق ولا غير مخلوق والقبرية ينكرون عذاب القبر والشفاعة واللفظية قالوا لفظنا بالقرآن مخلوق.

وانقسمت المرجئة اثنتي عشرة فرقة التاركية قالوا ليس لله ﷿ على خلقه فريضة سوى الإيمان به فمن آمن به وعرفه فليفعل ما شاء والسائبية قالوا إن الله تعالى سيب خلقه ليعملوا ما شاءوا والراجية قالوا لا نسمي الطائع طائعا ولا العاصي عاصيا لأنا لا ندري ما له عند الله والشاكية قالوا إن الطاعات ليست من الإيمان والبيهسية (٤) قالوا الإيمان علم ومن لا يعلم الحق من الباطل والحلال من الحرام فهو كافر والمنقوصية قالوا الإيمان لا يزيد ولا ينقص والمستثنية نفوا الاستثناء في الإيمان والمشبهة يقولون لله بصر كبصري ويد كيدي والحشوية جعلوا حكم الأحاديث كلها واحدا فعندهم إن تارك النفل كتارك الفرض والظاهرية (٥) وهم الذين نفوا القياس والبدعية أول من ابتدع الأحداث في هذه الأمة.


(١) هم أتباع جهم بن صفوان ظهرت بدعته بترمذ وقتله سالم المازني بمرو.
(٢) هم أتباع بشر المريسي.
(٣) وفي نسخة العبدية.
(٤) نسبة إلى بيهس بن الهيصم.
(٥) أصحاب الإمام المجتهد داود بن علي الظاهري ولد بالكوفة سنة مائتين ونشأ ببغداد وتوفي بها سنة سبعين ومائتين وهو من أئمة أهل السنة والجماعة ولعل عد هذه من المرجئة سبق قلم حمانا الله من الزلل.

<<  <   >  >>