للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في هذا الخبر من أن قيس بن أبي حازم لا يعمل على ما يرويه لكونه أعرابياً بوالاً على عقبيه، فهو باطل. وقد نزه الله علياً عن قول ذلك، لأن أهل الأثر- وفيهم علي- مجمعون على الاحتجاج برواية قيس بن أبي حازم وتصحيحها، إذ كان من كبراء تابعي أهل الكوفة، وليس في التابعين من أدرك العشرة المتقدمين، وروى عنهم غير قيس. مع روايته عن خلق من الصحابة سوى العشرة، ولم يحك أحد ممن ساق خبر محنة أبي عبد الله أحمد بن حنبل، أنه نوظر في حديث الرؤية فإن كان هذا الخبر المحكي عن ابن فهم محفوظاً فأحسب أن ابن أبي دؤاد تكلم في قيس بن أبي حازم بما ذكر في الحديث وعزا ذلك إلى علي بن المديني والله أعلم" (١).

ترك بعض الأئمة والحفاظ الرواية عنه وتبريره لبعضهم:

لم يكن أبو زرعة وحده ممن تابع أحمد بن حنبل في ترك الرواية عن علي بن المديني وإنما هناك عدد من المحدثين قد تابعوه وهذه بعض الأخبار المروية عن بعضهم:

روى الخطيب بسنده إلى محمد بن عبد الله الشافعي أنه قال: "كان عند إبراهيم الحربي قمطر من حديث علي بن المديني وما كان يحدث به، فقيل له لم لا تحدث عنه؟ قال لقيته يوماً وبيده نعله وثيابه في فمه، فقلت إلى أين؟ فقال ألحق الصلاة خلف أبي عبد الله، فظننت أنه يعني أحمد بن حنبل، فقلت: من أبو عبد الله؟ قال: أبو عبد الله بن أبي دؤاد، فقلت والله لأحدث عنك بحرف" (٢)، وروى الخطيب بسنده إلى العكبري ومحمد بن أيوب بن المعافى أنهما قالا: "قيل لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي: أكان علي بن المديني يتهم بشيء من الكذب؟ فقال لا، إنما كان حدث بحديث، فزاد في خبره كلمة ليرضي بها ابن أبي دؤاد. قال وسئل إبراهيم فقيل له: كان يتكلم


(١) انظر: تاريخ بغداد ج ١١/ ٤٦٧، واستدل تاج الدين السبكي، بقول الخطيب ببطلان الحكاية، انظر طبقات الشافعية ج ٢/ ١٤٨.
(٢) انظر: تاريخ بغداد ج ١١/ ٤٧٠، ومناقب الإمام أحمد ص ٣٩٢ - ٣٩٣.