للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأرسلوا إلينا بالرهن. وقد ذكر فيما تقدم أنهم إنما نقضوا العهد على يدي حيي بن أخطب بشرط أن يأتيهم برهائن تكون عندهم توثقة قال فقال له رسول الله إني مسر إليك شيئاً فلا تذكره، قال إنهم قد أرسلوا إلي يدعونني إلى الصلح، وأرد بني النضير إلى دورهم وأموالهم، فخرج نعيم بن مسعود عامداً إلى غطفان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحرب خدعة، وعسى أن يصنع الله لنا". فأتى نعيم غطفان وقريشاً فأعلمهم فبادر القوم وأرسلوا إلى بني قريظة عكرمة وجماعة معه واتفق ذلك ليلة السبت يطلبون منهم أن يخرجوا للقتال معهم فاعتلت اليهود بالسبت، ثم أيضاً طلبوا الرهن توثقة فأوقع الله بينهم واختلفوا١، قلت وقد يحتمل أن تكون قريظة لما يئسوا من انتظام أمرهم مع قريش وغطفان بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون منه الصلح على أن يرد بني النضير إلى المدينة والله أعلم.

وقد ذكر أهل المغازي والسير والتفاسير وكل من تعرض لسيرته صلى الله عليه وسلم وغزواته هذه القصة وممن ذكرها:

ابن إسحاق٢، والواقدي٣، وابن سعد٤، والبلاذري٥،


١ القائل هو ابن كثير.
٢ السيرة النبوية ٢/٢٢٩.
٣ مغازي الواقدي ٢/٤٨٠.
٤ الطبقات الكبرى ٢/٥٦.
٥ أنساب الأشراف ١/١٦٥.

<<  <   >  >>