للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحب أن أقتلك" فحمي١ عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره٢ وضرب وجهه ثم أقبل على علي فتنازلا وتجاولا فقتله علي -رضي الله عنه- وخرجت خيلهم منهزمةً حتى اقتحمت من الخندق هاربة.

قال ابن إسحاق: "وقال علي رضوان الله عليه في ذلك:

نصر الحجارة من سفاهة رأيه ... ونصرت رب محمد بصوابي

فصددت حين تركته متجدلاً ... كالجذع بين دكادك وروابي

وعففت عن أثوابه ولو أنني ... كنت المقطر بزّني أثوابي٣

لا تحسبن الله خاذل دينه ... ونبيه يا معشر الأحزاب٤

قال ابن هشام: "وأكثر أهل الشعر يشك فيها لعلي بن أبي طالب"٥.

الآثار الدالة على ذلك:

قال الحاكم -رحمه الله-: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار٦ حدثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق٧ قال: "كان عمرو بن عبدود


١ فحمى: أشتد غضبه.
٢ عقر البعير والفرس بالسيف (فانعقر) أي ضرب قوائمه. المختار الصحاح ٤٤٥.
٣ المقطر: هو الذي يلقي على قطره - وتقطر - تهيأ للقتال ورمي بنفسه من علو. وبزّني: سلبني ثيابي أو أي شيء كان معي. القاموس المحيط ٢/١١٩، ١١٦.
٤ هكذا جاء عند ابن إسحاق وفي الاكتفاء للكلاعي أبياتاً أخرى فراجعه ٢/١٦٨.
٥ السيرة النبوية ٢/٢٢٥.
٦ هو العطاردي.
٧ تقدم رجال السند.

<<  <   >  >>