للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ١.

وأباح مناظرة أهل الكتاب بتلك الطريقة في قوله:

{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} ٢.

ومثل هذا من قبيل المناظرة التي تهدف إلى إظهار الحق وإقامة البرهان على صحته، وهي الطريقة التي يشتمل عليها جدل القرآن في هداية الكافرين وإلزام المعاندين"٣.

ونهى الإسلام عن البذاءة مع المخالفين، وعن سب عقائدهم ولو كانوا وثنيين. قال تعالى:

{وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} ٤.

وقرر أن أماكن العبادة للديانات الإلهية محترمة يجب الدفاع عنها وحمايتها كحماية مساجد المسلمين.

قال تعالى: {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} ٥.

وبذلك أوجب الإسلام على الدولة أن تحمي أماكن عبادتهم، وألا تتدخل في عقائدهم، ولا تجور عليهم في حكم، وتسويهم بالمسلمين في الحقوق والواجبات العامة، وأن تصون كرامتهم وحياتهم ومستقبلهم، كما تصون كرامة المسلمين وحياتهم ومستقبلهم.


١ النحل: "١٢٥".
٢ العنكبوت: "٤٦".
٣ مناع القطان: "مباحث في علوم القرآن" ص٢٥٥.
٤ الأنعام: "١٠٨".
٥ الحج: "٤٠".

<<  <   >  >>