للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجل- قد جاءوا جميعًا بذلك الدين الواحد وهو "الإسلام":

{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلام} ١.

{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} ٢.

فهذا هو أساس العقيدة الذي لا يتبدل، أما التشريع الذي ينظم حياة الجماعة فهو الذي يتطور في الرسالات الإلهية على أيدي الرسل، تبعًا لمصلحة البشرية ودرجة نموها وتطور إدراكها، حتى إذا جاء الإسلام في صورته النهائية التي جاء عليها في رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- كان قد احتضن الفكرة الأساسية في دين الله الواحد، واستقى الصالح من المبادئ والتشريعات والنظم في الرسالات السابقة، وأكمل الناقص منها وأتمَّهُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} ٣.

وتؤكد الآيات الكريمة في كتاب الله -عز وجل- وحدة العقيدة هذه؛ ببيان أن كل دين كان هو الإسلام في صورة من صوره الموحدة الأصل، وتكشف لنا عن الطبيعة العالمية للإسلام باحتضانه كافة العقائد السماوية قبله، واحترامها واحترام أنبيائها وأتباعها، ومودته للمؤمنين منهم، وسماحته بحرية العبادة حتى إن لم يؤمنوا به، ما لم يقاوموه ويحادوه.

في سورة الأعراف ترد قصص نوح وهود وصالح متجاورة، فيرد


١ آل عمران: "١٩".
٢ آل عمران: "٨٥".
٣ المائدة: "٣" وانظر: "نحو مجتمع إسلامي" تأليف: سيد قطب ص١١٠.

<<  <   >  >>