للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسمي كبيرا؛ لكثرة وقوعه، إذ الحركة أكثر من السكون، وقيل: لتأثيره في إسكان المتحرك قبل إدغامه، وهو ليس كالإدغام الصغير الذي يكون فيه الأول ساكنا والثاني متحركا.

وقيل: سمي كذلك لما فيه من الصعوبة، وقيل: لشموله نوعي المثلين والجنسين المتقاربين.

الإدغام الكبير لكي يتحقق في الحروف، فإننا ننظر في طبيعة الحرف.

فالحرف المدغم إما أن يكون محركا أو ساكنا.

فإن كان محركا فلا إدغام فيه، ولا كلام فيه من ناحية إظهاره.

وإن كان ساكنا فيدغم بشروطه، ولا يخلو إما أن يكون معتلا أو صحيحا.

فإن كان معتلا، فإن الإدغام معه ممكن حسن؛ لامتداد الصوت به، ويجوز فيه ثلاثة أوجه: المد والتوسط والقصر، كجوازهما في الوقف.

وقال الجزري: لا نعلم نصا بخلافه ١.

ومن أمثلة ذلك: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، {قَالَ لَهُمُ} ، {يَقُولُ رَبَّنَا} ، وكذلك انفتح ما قبل الواو والياء نحو: قوم موسى، كيف فعل، والمد هنا أرجح من القصر.

ولكي يأخذ الإدغام نغمته الصوتية ينبغي أن ندرك أن كل من أدغم الراء في مثلها، أوفي اللام أبقى أما له الوقف قبلها نحو: {وَقِنَا عَذَابَ النَّار} ربنا. والنهار، ذلك من أن الإدغام عارض والأصل


١ انظر النشر في القراءات العشر: ابن الجزري، ص: ٢٩٨.

<<  <   >  >>