وقد جمعت في كلمة: رض مستشد حجتك بذل ثم، فيدغم في هذه الحروف جانسها أو قاربها، إلا الميم، إذا تقدمت الياء، فإنه يحذف حركتها فقط، فيخفيها ويدغم ما عداها.
وما تكافأ في المنزلة من الحروف المتقاربة فإدغامه جائز، وما زاد صوته فإدغامه ممتنع؛ للإخلال الذي يلحقه، وإدغام الأنقص صوتا في الأزيد جائز ومختار؛ لخروجه من حال الضعف إلى حال القوة.
وغير المثلين إذا تقاربا في المخرج وسكن الأول، أشبها المثلين اللذين هما من مخرج واحد، فجاز فيهما الإدغام ما لم يمنع من ذلك مانع، فعلى هذا يجري الإدغام ويحسن.
والإدغام إنما يحسن في غير المثلين، ويتقوى إذا سكن الأول، وهو على ضربين:
أحدهما: إذا كان الحرفان متقاربين في المخرج، والحرف الأول أضعف من الثاني، فيصير بالإدغام إلى زيادة قوة؛ لأنك تبدل من الأول حرفا من جنس الثاني، فإذا فعلت ذلك نقل لفظ الضعيف إلى لفظ القوة، فذلك حسن جيد.
والضرب الثاني: أن يكون الحرفان المتقاربان في القوة سواء، كالمثلين فيحسن الإدغام إذ لا ينتقص الأول من قوته قبل الإدغام.
وضرب ثالث: من إدغام المتقاربين ضعيف قليل، وهو أن يكون الحرف الأول أقوى من الثاني، فيصير بالإدغام من حالة قبل الإدغام وذلك نحو: إدغام الراء في اللام، وهو قبح لقوة الراء بالجهر والتكرير.