للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ألفت الملا حتى تعلمت بالفلا ... رنو الطلى أو صنعة الآل في الخدع١

فهذا وأمثاله إذا كان قدراً يسيراً حسن على ما ذكرناه فأما إذا توالى وكثر فإنه يقبح لدلالته على التكلف وإن كان كل منه بانفراده جيداً وذلك مثل قول أبي صخر الهزلي:

عذب مقبلها جدل مخلخلها ... كالدعص أسفلها مخصورة القدم٢

سود ذوائبها بيض ترائبها ... محض ضرائبها صيغت على الكرم٣

عبل مقيدها حال مقلدها ... بض مجردها لفاء في عمم٤

سمح خلائقها درم مرافقها ... يروى معانقها من بارد شبم

فهذا لما توالى لم يحسن والعلة في ذلك ما ذكرناه.

ومن التناسب أيضاً: حمل اللفظ على اللفظ في الترتيب ليكون ما يرجع إلى المقدم مقدماً وإلى المؤخر مؤخراً ومثال ذلك قول الشريف الرضى:

قلبي وطرفي منك هذا في حمى ... قيظ وهذا في رياض ربيع


١ الملا: المتسع من الأرض والرنو: إدامة النظر والطلي ولد الظبية والآل: السراب ويضرب به المثل لأنه يخدع النظر.
٢ الدعص: كثيب الرمل المجتمع شبه به عجيزتها.
٣ الترائب: جمع تريبة وهي أعلى الصدر وضرائبها سجاياها.
٤ عبل ضخم: يعني أنها ممتلئة الساقين وحال مقلدها به حلى وبض مجردها رقيقة الجلد ناعمته ولقاء غير مسترخية والعمم التام العام من كل شيء.

<<  <   >  >>