٢ كأن في هذا إشارة إلى مدى تمكن المسعودي في الحديث، واعتداده بعلمه. ٣ ابن الحجاج. (() انظر: تاريخ بغداد ١٠/٢١٨، تهذيب الكمال ٤/٢٠٠. ٤ كذا جاء في المخطوط. والصواب هو حجر بن عدي، وسأذكر مرجحات ذلك بعد. وهو حجر بضم أوله وسكون الجيم ابن عدي بن معاية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية الكندي المعروف بحجر الأدبر حجر الخير. صحب علياً - رضي الله عنه - وكان من شيعته، قتل بمرج عذراء بأمر من معاوية وكان حجر الذي افتتحها فقدر أن يقتل بها - رضي الله عنه - وكان ذلك سنة ٥٣هـ، وقيل قبلها. وقد ذكر مغلطاي - رحمه الله - هذا النص أعني قول أبي داود في ترجمة حجر ابن حجر الكلاعي وهو وهم منه؛ لأن أبا الأعور السلمي وإن كان مختلفاً في صحبته فقد أدرك الجاهلية فمن المستبعد أن يكون قاتلاً لحجر الكلاعي، لأن حجراً من الطبقة الثالثة أي أنه توفي بعد المائة. أما ترجيحي لابن عدي فكان لأسباب منها: أن ابن عدي كان من أمراء علي في صفين والجمل، وكان أبو الأعور السلمي في الوقت ذاته من أمراء معاوية أي أن كلا منهما كان خصمًا للآخر. ومنها أيضاً فلأن أبا داود أورد النص مرة أخرى في الجزء الخامس من كتاب السؤالات في ذكر أهل دمشق، ولكن أفرد ذكر حجر، ومعروف أن حجر بن عدي نزل الشام بل وافتتح أجزاء منها. ثم زاد أبو داود على ذلك نصاً آخر ذكر فيه قول حجر: لا تطلقوا عني قيودي فإني سأبعث مخاصماً. فهذه الدلائل تشير إلى أن المقصود بعبارة أبي داود هو حجر بن عدي رحمه الله. ولكن المؤرخين كابن جرير الطبري وابن كثير وآخرين يذكرون أن قاتله يُسمى هدبة بن فياض والملقب بالأعور، وعليه فإن قول أبي داود بأن قاتله هو أبو الأعور السلمي وهم، وربما كان ذلك لاشتراك اسميهما بلقب الأعور. على أنه يمكن القول أن معاوية قد كلف أبا الأعور السلمي بقتل حجر بن عدي فوجه هذا الأخير هدبة بن فياض الملقب بالأعور فقتله. والله أعلم. وكان حجر بن عدي - رحمه الله - قد بعث به زياد بن أبيه من المدينة إلى الشام بناء على طلب معاوية، فلما قدم قال السلام عليك يا أمير المؤمنين قال: "أو أمير المؤمنين أنا؟ قال: نعم، فأمر بقتله فقال: لا تطلقوا عني حديداً ولا تغسلوا عني دماً فإني لاق معاوية بالجادة وإني مخاصم". وقد ذكر ابن جرير وغيره أن الأعور هدبة بن فياض لما اقترب من حجر وهو شاهر سيفه ارتعدت خصائله فقال: "كلا زعمت أنك لا تجزع من الموت فأنا أدعك فابرأ من صاحبك، فقال: مالي لا أجزع وأنا أرى قبراً محفوراً وكفناً منشوراً وسيفاً مشهوراً، وإني والله إن جزعت من القتل فلا أقول ما يسخط الرب، فقتله". انظر: المعرفة والتاريخ ٣/ ٣٥، تاريخ الطبري ٥/٢٧٤، العقد الفريد ٣/٢٤٣، تهذيب ابن عساكر ٢/٣٧٠، البداية والنهاية ٨/٤٩، تهذيب التهذيب ٢/٢١٤، الإصابة ١/ القسم الأول/ ٣١٤.