٢ اجتمعت الدول الاستعمارية: بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا عام (١٩٠٧) م، للبحث في عوامل البقاء لدولهم واستعمارهم، ومما خرجوا به من قرارات، ما يعرف بتقرير كامبل باترمان، ونورد نصه لأهميته حيث جاء فيه: " إن الخطر ضد الاستعمار يكمن في البحر الأبيض المتوسط فعلى الشواطئ الشرقية والجنوبية لهذا البحر شعب واحد، تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللغة وكل مقوِّمات التجمع والترابط، هذا فضلاً عن ثرواته الطبيعية ونزعته للتحرر، فلو أخذت هذه المنطقة بالوسائل الحديثة، وإمكانيات الصناعة الأوربية، وانتشر التعليم بها فستحل الضربة القاضية بالاستعمار الغربي، فيجب إذن على الدول ذات المصالح المشتركة أن تعمل على استمرار تجزؤ هذه المنطقة وإبقاء شعبها على ما هو عليه من تفكك وتأخر، وهذا يستلزم فصل الجزء الأفريقي في هذه المنطقة عن الجزء الأسيوي، وتقترح اللجنة لذلك إقامة حاجز بشري قوي وغريب يحتل الجسر الذي يربط آسيا بأفريقيا حيث يشكل في هذه المنطقة وعلى مقربة من قناة السويس قوَّة صديقة للإستعمار وعدوة لسكان المنطقة".نقلاً عن تاريخ المشرق العربي ص ٤٩٣. ويتضح من هذا التقاء المصالح الغربية والأطماع اليهودية، وأنهم جميعاً كادوا الأمة الإسلامية ... والله غالب على أمره.