للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عز وجل فهنا لابد من التحقق من صحة العبارة ودقة نقل الألفاظ.

ومما ورد لديهم في هذا ما ورد في إنجيل يوحنا عن "الباركليت" أو "المعزى"١ فمما قالوا فيه (١٦/١٢) "وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية".

فهذا فيه دلالة واضحة على أن الموصوف بأنه روح الحق شخصية مستقلة، وهو مبلغ لرسالة أوكل إليه تبليغها، فليس فيه ما يدل على ألوهيته ولا أنه جزء من الإله، وإلا للزم أن يكون الأنبياء آلهة أيضا، لأنهم يعلمون كل ما علمهم الله به، ويخبرون عن أمور آتيه مستقبلة.

أما ما أوردوه من إنجيل متى (٢٨/١٩) أن المسيح قال لتلاميذه بعد قيامته "فاذهبوا وتلمذو جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والابن والروح القدس".

فأولاً: هذا النص لم يذكره إلا صاحب إنجيل متى وهو إنجيل غير موثق وغير ثابت النسبة إلى متى الحواري٢.

ثانياً: على فرض صحة هذه العبارة فإن هؤلاء ثلاثة وليسوا واحداً وكل واحد منها له مدلوله الواضح تفسيره فالأب هو: الرب جل وعلا.

أما الابن فلا يمكن أن يكون المقصود به البنوة الحقيقية، وقد سبق بيان


١ سيأتي بيان مرادهم به في الكلام على البشارة بالنبي عليه الصلاة والسلام ص٣٤٢.
٢ انظر ما سبق ص١٨٨-١٩٠.

<<  <   >  >>