كتاب خبر الواحد وحجيته

هذه الأخبار على الخطأ وجعلناهم لاغين هازلين مشتغلين بما لا يفيد أحداً شيئاً، ولا ينفعه، ويصيركأنهم قد دونوا في أمور الدين ما لا يجوز الرجوع إليه والاعتماد عليه"١.

ولذا فإننا نرى طوائف الأمة "يستدل كل فريق منهم على صحة ما يذهب إليه بالخبر الواحد، نرى أصحاب القدر يستدلون بقوله صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة" ٢، وبقوله: "خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين عن دينهم" ٣، ونرى أهل الإرجاء يستدلون بقوله: " من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة "، قيل: "وإن زنى وإن سرق؟ " قال: "وإن زنى وإن سرق ""٤.

ونرى الرافضة يحتجون بقوله صلى الله عليه وسلم: " يجاء بقوم من أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم" ٥.

١ مختصر الصواعق المرسلة١-٢/٥٠٥.
٢ صحيح مسلم٨/٥٢ فما بعدها. ولفظه:"ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرة...".
٣ شرح النووي لصحيح مسلم١٧/١٩٧، ولفظ مسلم: "خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم...".
٤ صحيح مسلم١/٦٦ عن أبي ذر، ولفظه: "ما من عبد قال: لا إله إلا الله ومات على ذلك...".
٥ صحيح مسلم٨/١٥٧، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو جزء من حديث.