للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومصنَّفُ ابن أبي شيبةَ (١)، ومصنَّفُ ابنِ عبدِ الرَّزاقِ (٢)، وغيرُهَا … (٣).

ثانياً: كتبُ العِللِ:

وهيَ الكتبُ التي تَجمعُ الأحاديثَ المعلَّةَ معَ بيانِ عللِهَا، والتَّصنيفُ في العللِ منْ أدقِّ ما قامَ بهِ المحدِّثونَ، لأنَّهُ يحتاجُ إلى جهدٍ حثيثٍ وصبرٍ طويلٍ في تتبُّعِ الأسانيدِ، وإمعانِ النَّظرِ فيهَا، لكشفِ خفيِّ عللِهَا، منْ خلالِ بيانِ أوجُهِ الاتِّفاقِ والاختلافِ.

وجميعُ كتبِ العللِ التي تكلَّمتْ في عللِ الأحاديثِ أوِ الرِّجالِ، بُنِيَتْ علَى السَّبرِ للمرويَّاتِ، ومنْ أهمِّ هذهِ الكتبِ: عللُ ابنِ المدينيِّ، والعللُ ومعرفةُ الرِّجالِ للإمامِ أحمدَ، والعللُ لابنِ أبي حاتمٍ، والعللُ الكبيرُ للتِّرمذيِّ، والعللُ للدَّارقُطنِيِّ، والعللُ المتناهيةُ لابنِ الجوزيِّ، والأباطيلُ والمناكيرُ للجَوزَقانيِّ (٤)، وسنقتصرُ على بيانِ منهجِ اثنينِ منْها:

١ - العللُ لابنِ أبي حاتِمٍ: وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ «مُحمَّدُ بنُ إدريسَ» التَّميميُّ «٢٤٠ هـ - ٣٢٧ هـ»، وكتابه «العللُ»، قال السَّخاويُّ «ت ٩٠٢ هـ» في معرِضِ ذكرِهِ للكتبِ التي


(١) مثال ذلك ما أورده من أخبار وآثار في باب «من كان لا يخلل لحيته، ويقول يكفيك ما سال منها»، فقد أورد عشر روايات في هذا الباب عن جمع من التابعين. انظر مسند ابن أبي شيبة ١/ ٢١/ ر ١١٧ - ١٢٦.
(٢) مثال ذلك ما أورده من أخبار وآثار في باب «المسح بالأذنين». فقد أورد سبع عشرة رواية في هذا الباب عن جمع من الصحابة والتابعين. انظر مصنف عبد الرزاق ١/ ١١ - ١٤/ ر ٢٣ - ٣٨.
(٣) وهذه الكتب التي أوردتها ذكرها هنا لشهرتها، وقد استقرأت منهجها، ومن خلاله وضعت الأمثلة عليها.
(٤) انظر تفصيل كتب العلل في الرسالة المستطرفة ص ١٤٧، وجهود المحدثين في بيان علل الحديث ١/ ١٠٧، ولم أضرب أمثلة من كتب العلل التي ذكرتها، لأنها متضمنة للسبر بداهةً، فالطريق إلى كشف العلة هو الجمع والموازنة بين المرويات، وكتب العلل جميعها مبنية على هذا الأساس.

<<  <   >  >>