للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومنها: قوله سبحانه وتعالى: وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ (١) وجوابه ما سبق، فإن المعنى لما امتثل الأمر إلا قليل، وامتناع ذلك يصدق بأن لا أمر، وأيضا يصدق ذلك بأن المخاطبين لم يقتل أحد منهم نفسه، فيصدق الامتناع لما دل عليه الاستثناء من قتل القليل نفسه إذا كتب عليه القتل.

ومنها: قوله تعالى: وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (٢) وجوابها كما قبلها.

ومنها: قوله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ (٣) والظاهر أنها بمعنى (إن)؛ لأن التقدير: لو جاءتهم كل آية لم يؤمنوا، وكونهم لم يؤمنوا لم يمتنع، وجوابه كالذى قبله؛ لأن امتناع لا يؤمنون بكل آية يصدق بأن لا تأتى جميع الآيات، إلا أن الظاهر أنا نقدر الجواب لا يؤمنون كالمنطوق به قبله، وحينئذ فالظاهر أنها بمعنى (إن) وقريب مما نحن فيه قوله تعالى: أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ (٤) وقوله عز وجل: أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئاً (٥) وأما نحو: وَلَوْ حَرَصْتَ (٦)، وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ (٧)، وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ (٨)، وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (٩)، وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (١٠)، وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (١١)، وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (١٢)، وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ (١٣) فقد صرحوا أن (لو) فى ذلك كله بمعنى (إن).

ومنها: قوله:" لو لم تكن ربيبتى فى حجرى ما حلت لى" (١٤) معناه أن انتفاء الحل الواقع لكونها غير ربيبته ممتنع لما يفهمه من أن حلها يحصل بغير ذلك.


(١) سورة النساء: ٦٦.
(٢) سورة الأحزاب: ٢٠.
(٣) سورة يونس: ٩٦، ٩٧.
(٤) سورة الزمر: ٤٣.
(٥) سورة المائدة: ١٠٤.
(٦) سورة يوسف: ١٠٣.
(٧) سورة المائدة: ١٠٠.
(٨) سورة البقرة: ٢٢١.
(٩) سورة يوسف: ١٧.
(١٠) سورة الأنفال: ٨.
(١١) سورة التوبة: ٣٢.
(١٢) سورة الصف: ٩.
(١٣) سورة النساء: ٩.
(١٤) الحديث أخرجه البخارى فى" النكاح"، باب: وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ ... (٩/ ٦٢)، (ح ٥١٠٦)، من حديث أم حبيبة رضى الله عنها.

<<  <  ج: ص:  >  >>