(٢) تُوصَف التفسيرات العلمية عادةً بأنها تفسيراتٌ سببية، على أن هناك فصيلًا من الفلاسفة، هم الوضعيون، يرون أن العلم يتعيَّن عليه أن يكشف الارتباطات correlations (ويصوغها صياغة رياضية قدر المستطاع) وليس عليه أن يحدد أسبابًا، وأما من وجهة النظر القياسية التي ترى أن العلم يُقدِّم تفسيرًا عميقًا للظواهر السطحية، فالتفسيرات العلمية هي تفسيرات سببية قلبًا وقالبًا، على أننا ينبغي ألا نغفل أن بعض التطورات في الفيزياء الحديثة قد كشفت عن أن الضرورة السببية (وتُسمَّى أحيانًا بالحتمية العِلِّية) لا تنسحب على البنية الصغرى (تحت الذرية) للعالم الفيزيائي، وهي ذلك المستوى من الواقع الذي تضطلع بدراسته ميكانيكا الكوانتم.