كتاب المحرر في الحديث - ت القاسم

قَالَ: كَانَ يَهُودِيّاً فَأَسْلَمَ، ثُمَّ تَهَوَّدَ، قَالَ: اجْلِسْ (١).

قَالَ: لَا أَجْلِسُ حَتَّى يُقْتَلَ؛ قَضَاءُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (٢) -، فَأَمَرَ بِهِ، فَقُتِلَ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (٣).

وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: «قَدِمَ عَلَيَّ مُعَاذٌ قَالَ: لَا أَنْزِلُ عَنْ دَابَّتِي حَتَّى يُقْتَلَ؛ فَقُتِلَ، وَكَانَ قَدِ اسْتُتِيبَ قَبْلَ ذَلِكَ» (٤).

١١٣٥ - وَعَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتِمُ (٥) النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَتَقَعُ فِيهِ (٦)، فَيَنْهَاهَا (٧) فَلَا تَنْتَهِي، وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ.

فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَتَشْتِمُهُ، فَأَخَذَ المِغْوَلَ فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا، وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا (٨) فَقَتَلَهَا، فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ، فَلَطَخَتْ (٩) مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ.

(١) «قَالَ: اجْلِسْ» ليست في هـ، و.
(٢) «ثَلَاثَ مَرَّاتٍ» مطموسة في ج.
(٣) البخاري (٦٩٢٣)، ومسلم (١٧٣٣)، وهو عندهما بسياق أطول.
(٤) سنن أبي داود (٤٣٥٥).
(٥) قال الرازي رحمه الله في مختار الصحاح (ص ١٦١): «(الشتم): السب، وبابه: ضرب»، وانظر: شرح سنن أبي داود لابن رسلان (١٧/ ٢٤٦).
(٦) «تَقَع فِيه»: تغتابه. الصحاح (٣/ ١٣٠٢).
(٧) في هـ: «فنهاها».
(٨) في أ: «عليه» وقد وردت في بعض نسخ سنن أبي داود.
(٩) قال الرازي رحمه الله في مختار الصحاح (ص ٢٨٢): «لطخه بكذا، من باب قطع، أي: لوثه به».