للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسلم- بينهما، وقال: "إن جاءت به أصيهب ١، أريسح ٢، حمش الساقين ٣، فهو هلال، وإن جاءت به أورق ٤، جعدا ٥، جماليا ٦، خدلج الساقين ٧، سابغ الأليتين ٨، فهو للذي رميت به"، فجاءت به أورق جعدا، جماليا، خدلج الساقين سابغ الأليتين، فقال سول الله -صلى الله عليه وسلم: "لولا الأيمان لكان لي ولها شأن" ٩.

فظاهر هذا الحديث أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد علم وقوع الزنا من المرأة ولم يحكم بعلمه.

مناقشة هذا الدليل:

أجاب الشوكاني عن هذا الاستدلال بقوله: ويمكن أن يجاب عن الحديث بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما لم يعمل بعلمه لكونه قد حصل التلاعن، وهو


١ أصيهب تصغير أصهب، والأصهب من الرجال: الأشقر، ومن الإبل الذي يخالط بياضه حمرة.
٢ أريسح تصغير أرسح، وروي بالصاد بدلا من السين، ويقال أيضًا: الأرصع بالصاد والعين.
٣ وهو ضعيف لحم الفخذين والأليتين:
قال أهل اللغة: حمش الرجل حمشا صار دقيق الساقين.
٤ الأورق: الأسمر.
٥ جعد الشعر: بضم العين وكسرها, جعودة: إذا كان فيه التواء وتقيض، فهو جعد وذلك خلاف الشعر المسترسل.
٦ جماليا -بضم الجيم وتشديد الميم- هو العظيم الخلق كأنه الجمل.
٧ خدلج -بفتح الخاء والدال وتشديد اللام مع الفتح- أي: ضخم.
٨ يقال: إلية سابغة أي: طويلة.
٩ نيل الأوطار، ج٧، ص٧٠.

<<  <   >  >>