الرَّديئَة أَن اللَّحْم النَّابِت إِن حدث عقيب علل الرَّأْس والنوازل فَإِنَّهُ بواسير وَإِن كَانَ لَيْسَ عَن ذَلِك بل حدث عَن صفاء الْأنف وَعدم السيلانات فَهُوَ سرطان وخصوصاً إِن كَانَ قبل حُدُوثه فِي الدِّمَاغ أَعْرَاض سوداوية وَكَانَ ابتداؤه كحمّصة أَو بندقة ثمَّ أَخذ يتزايد وأحدث فِي الحنك صلابة. والسرطان فِي أَكثر الْأَمر غير ذِي صديد وسيلان إِلَى الْخلق بل هُوَ يَابِس صلب والبواسير رُبمَا طَالَتْ وَصَارَت بواسير معلقَة وَرُبمَا طَالَتْ حَتَّى تخرج من الْأنف أَو الحنك وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من الأربيان فَإِنَّهَا تَنْفَع من البواسير وَرُبمَا احْتِيجَ أَن تكسر قوّتها. المعالجات: مَا كَانَ من ذَلِك من الْقسم الأول قطع بسكين دقيقة ثمَّ جرد بالمجرد نَاعِمًا وَمَا كَانَ من الْقسم الثَّانِي فَالْأولى أَن يكوى أما بالأدوية الَّتِي نذكرها وَأما بالنَّار بمكاوٍ صغَار دقاق أَو تقطع بمجارد تخرج جَمِيع مَا فِي الْأنف من الزَّوَائِد والفضول. وأجود المجارد مَا كَانَ أنبوبياً ثمَّ يحسبّ فِي المنخرين بعد ذَلِك خلّ وَمَاء فَإِن جاد النَّفس بعد ذَلِك وزالت السدة وَإِلَّا فقد بقيت مِنْهُ فِي العمق بَقِيَّة فَحِينَئِذٍ يحْتَاج أَن يسْتَعْمل الْمِنْشَار الخيطي وَصفته: أَن تَأْخُذ خيطاً من شعر أَو إبريسم فتعقده عقدا يصير بهَا كالمنشار فِي الْأَسْنَان وتدخله فِي إبرة من إسرب معقفة إدخالاً من المنخر حَتَّى يخر إِلَى الحنك ثمَّ ينشر بِهِ بَقِيَّة اللَّحْم جذباً لَهُ من الْجَانِبَيْنِ كَمَا يفعل بِالْمِنْشَارِ ثمَّ تَأْخُذ أنبوباً من الرصاص أَو من الريش وَتلف عَلَيْهِ خرقَة وَتَذَر عَلَيْهَا أدوية البواسير مثل دَوَاء القرطاس ودواء أندرون وَسَائِر مَا نذكرهُ بعد ويدخله فِي الْأنف ليبقى مَوضِع النَّفس مَفْتُوحًا وَإِذا عمل مُجَرّد كالمبرد لكنه أنبوبي أمكن أَن تبلغ بِهِ المُرَاد من التنقية وَإِذا اسْتعْمل على البواسير آلَات الْقطع والجرد أَو الْأَدْوِيَة الأكّالة فَيجب أَن يعطس بعد ذَلِك حَتَّى تنتثر كل عفونة ونشارة. وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا مَا خص من ذَلِك ففتيلة معمولة من قشر الرُّمَّان مسحوقاً بِالْمَاءِ حَتَّى ينعجن وَلَا يزَال يسْتَعْمل ذَلِك فَإِنَّهُ مجرب لكنه بطيء النَّفْع. أَو فَتِيلَة من أشنان أَخْضَر ساذج أَو بشحم الحنظل أَو من جوز السرو مَعَ شَيْء من التِّين يسْتَعْمل أَيَّامًا أَو فَتِيلَة مغموسة فِي عصارة الحبق وَحدهَا أَو مغموسة فِي عصارته ثمَّ يذرّ عَلَيْهَا الْيَابِس مِنْهُ أَو فِي خمر ويذر عَلَيْهَا سحيق الحبق أَو من عقيد مَاء الرمانين المدقوقين مَعَ القشر والشحم أَو فَتِيلَة بِعَسَل وَورد يُكَرر فِي الْيَوْم مَرَّات أَو نفوخ من الزرنيخ والقلقنت مسحوقين بخل مجففين. وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا مَا أزمن من ذَلِك ففتائل ذرورات ومراهم من مثل الشب والمر والنحاس المحرق وقشور النّحاس وأصل السوسن الْأَبْيَض والقلقنت والقلقطار والزاج والنطرون يتَّخذ مِنْهَا بِالْخمرِ أَو بِمَاء الحبق أَو مَاء الرمانين بالشحم والقشر فتائل وَيسْتَعْمل. أَو يسْتَعْمل نفوخات فَإِن لم ينجح اتَّخذت فَتِيلَة من مثل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute