للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمن الدَّلَائِل الدَّالَّة على حُدُوث التشنّج صغر النبض وتفاوته أَولا ثمَّ انْتِقَاله إِلَى مَا قيل وَكَثِيرًا مَا يحمر الْوَجْه وَيظْهر بالعينين حول وميلان وَفِي التنفس انْقِطَاع وانبهار وَرُبمَا عرض ضحك لَا على أصل وتعتقل الطبيعة وتجفّ. وَالْبَوْل أَيْضا كثيرا مَا يحتبس وَكَثِيرًا لَا يحتبس وَيخرج كمائية الدَّم وَيكون ذَا نفاخات ويعرض لَهُم فوَاق وسهر وصداع ورعشة ووجع تَحت مفصل الْعُنُق بَين الْكَتِفَيْنِ وَعند مفصل الْقطن والعصعص وَدون ذَلِك ويدلّ على أَن التشنج الْوَاقِع بِسَبَب الْحمى وينذر بِهِ فِي الحميات عوج فِي الْعين وَحُمرَة فِي الطّرف وحول وتصريف الْأَسْنَان وَسَوَاد اللِّسَان وامتداد جلدَة الرَّأْس واحمرار الْبَوْل أَولا ثمَّ ابيضاضه لصعود الْمَادَّة إِلَى الرَّأْس وضربان الأصداغ وعروق الرَّأْس وَرُبمَا جف بِهِ الْبَطن أَو تشنج. وَقد قَالَ بقراط: لِأَن تعرض الْحمى بعد التشنج خير من أَن يعرض التشنج بعد الْحمى مَعْنَاهُ أَن الحمّى إِذا طرأت على التشنج الرطب حللته وَأما التشنج الَّذِي يحدث من الْحمى فَهُوَ الْيَابِس الَّذِي قَلما يقبل العلاج ويعرض قبله تفزع فِي النّوم وتحول من اللَّوْن إِلَى حمرَة وخضرة وكمودة واعتقال من الطبيعة. وَالْبَوْل القيحي فِي الحمّى والقشعريرة إِذا صَحبه عرق فِي الرَّأْس وظلمة فِي الْعين دلّ على تشنّج سَببه دبيلة فِي الأحشاء فَإِن كَانَ التشنّج مَعَ الْحمى وَلم يكن من قُوَّة تِلْكَ الحمّى وَطول مدَّتهَا أَن تحرق الرطوبات أَو تفشيها فَذَلِك من الْجِنْس الَّذِي لَيْسَ بِهِ ذَلِك الْيَابِس كُله وَمن العلامات الرَّديئَة فِي التشنّج الرطب أَن فِي الرّيح فِي الْأَعْضَاء وخصوصاً إِذا انتفخ مَعَه الْبَطن وخصوصاً إِذا كَانَ فِي ابْتِدَائه. وَالْبَوْل الْحَار فِي التشنّج وَفِي التمدّد رَدِيء يدل على أَن السَّبَب حرارة ساذجة وَإِذا كَانَ مَعَ التشنّج ضَرْبَان فِي الأحشاء أَو اخْتِلَاج فَذَلِك دَلِيل رَدِيء فَإِن الضربان يدل على أحد أَمريْن إِمَّا ورم فِي الأحشاء مُعظم للضربان أَو نحافة فِيهَا فَيظْهر النبض الْعَظِيم الَّذِي للضارب الْكثير والخوانيق إِذا مَالَتْ موادها إِلَى العصب منتقلة إِلَيْهِ لتحدث التشنّج دلّ عَلَيْهِ ظُهُور التشنّج فِي النبض. وَذَات الْجنب إِذا مَالَتْ مادتها إِلَى ذَلِك دلّ عَلَيْهِ شدّة ضيق النَّفس وَأَن لَا تكون الْحمى شَدِيدَة جدا وَإِذا انْتقل مَادَّة السرسام إِلَى ذَلِك ابْتَدَأَ بِكَثْرَة طرف وتصريف أَسْنَان ثمَّ احولت الْعين واعوجّ الْعُنُق ثمَّ فَشَا التشنّج.

<<  <  ج: ص:  >  >>