للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْأَولونَ الَّذين كَانُوا من الحذاقين قوته ومنافعه على مَا يحِق وَيَنْبَغِي. وأوضحهم صفة وأقبلها عندنَا فلونيدس المتطبب وَالْقَوْل فِي وَصفه طَوِيل لِأَنَّهُ أوفق فِي صناعَة الطدت من سَائِر الْأَدْوِيَة. وَبَعض النَّاس قد يسقون مِنْهُ قَلِيلا فِي الأحشاء مَعَ السويق وَمن كَانَ ضَعِيف الْجِسْم إِذا أَخذه على هَذِه الصّفة لم يضرّهُ شَيْء لِأَنَّهُ لَا يقرب من الْأَعْضَاء الرئيسة وَحده بِغَيْر وَاسِطَة شَيْء آخر. وَأهل أنطيقون يسمون الدَّوَاء الْمُسَمّى بلغَة غَيرهم سمرنداس الخربق لِأَنَّهُ يخلط بالخربق الْأَبْيَض وَهُوَ أَيْضا فَاضل يدْخل فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي يَقع فِيهِ الخربق الْأَبْيَض وَهُوَ نَبَات يشبه الفوتنج وَله ورق طوال وزهر أَبيض وأصل دَقِيق لَا ينْتَفع بِهِ وبزر شَبيه بالسمسم من الطّعْم وَله مَنَافِع كَثِيرَة. الِاخْتِيَار: الْمُخْتَار مِنْهُ المنبسط السَّطْح باعتدال الْأَبْيَض السَّرِيع التفتت الْكَبِير الحجم الرقيقة لَا يلذع اللِّسَان فِي الْحَال لذعاً شَدِيدا ويجلب اللعاب. وَأما الشَّديد اللذع فِي الْحَال فخانق وأفعال المدبرات فِيهِ مَذْكُورَة فِي بَاب الْخَواص. الطَّبْع: حَار يَابِس فِي أوساط الثَّالِثَة. الْأَفْعَال والخواص: الْأَبْيَض أشدّ مرَارَة وَالْأسود أَشد حرارة وَإِذا أكله الفار مَاتَ ويتعمد ذَلِك وَيطْعم الفار مِنْهُ فِي سويق وَعسل وَإِذا طبخ مَعَ اللَّحْم هراه. وأضعفه المنقوع مِنْهُ خمس درخميات من المقطع فِي تسع أَوَاقٍ من مَاء الْمَطَر ثَلَاثَة أَيَّام يصفّى ويفتّر وَيشْرب ثمَّ المبطوخ مِنْهُ رَطْل فِي قسطين من مَاء الْمَطَر مقطعاً بعد الإنقلاع ثَلَاثَة أَيَّام ويطبخ حَتَّى يبْقى الثُّلُث ثمَّ يخرج عَنهُ الخربق ويطرح على المَاء عسل فائق مصفى قدر رطلين وَيقوم وَيُؤْخَذ مِنْهُ ملعقة كَبِيرَة كَمَا هُوَ أَو مَعَ مَاء حَار وَهَذَا سليم مَأْمُون ثمَّ القشر المقطع ثمَّ الجريش فِي مثل مَاء الشّعير لِئَلَّا يبْقى شَيْء فِي الْحلق والمعدة ثمَّ السحيق مِنْهُ معقوداً مَعَ مَاء الْعَسَل. وَهَذَا هُوَ الَّذِي يقتل فِي أَكثر لبَقَائه فِي المسالك وَيجب أَن يعد شَاربه أَشْيَاء يدْرَأ بهَا مَا يكَاد يَقع بِهِ من التشنج مثل مرقة الدَّجَاج وشراب الزوفا بالفوتنج أَو السَّذاب والعدس والأدهان العطرة كالمتّخذ من السعد والسوسن والترمس وَأَن يكون عِنْده خل حاد الرَّائِحَة وتفاح وسفرجل وخبز حَار وشراب ريحاني ودواء معطس وريشة وكرسي وسرر وفراش وطيء ومحاجم مُخْتَلفَة. فَإِذا استسهلوا بسهولة حسوا مَاء بَارِدًا وشموا رَوَائِح طيبَة ويغذون بِمَا يجود كيموسه وَإِن كَانَ قد عرض تشنج وَضعف فخبز مثرود فِي شراب أَو مَاء الْعَسَل وَرُبمَا وَجب أَن يُعَاد بعد ذَلِك فيطعم خبْزًا مغموسآ فِي مَاء بَارِد فَإِن عرض لَهُم فوَاق فى وسط الْعَمَل أعْطوا مَاء الْعَسَل مطبوخاً فِيهِ الفجل. فَإِن لم يَتَحَرَّك الدَّوَاء فيهم بعد مُدَّة جرعوا مَاء عسل بِمَاء حَار مطبوخاً فِيهِ السذاب أَو سقوا مَاء ودهناً وقبئوا بريشة مدهونة بدهن السعد أَو السوسن وأرجحوا فِي أرجوحة فَإِن عرض كالاختناق سقوا طبيخ الخربق مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِن ذَلِك يُغير الدَّوَاء ويزيل الْعَارِض فَإِن لم ينجع فالحقن الحارة. وَسقي ثَلَاث أوثولوسات مِنْهُ لَا ليقيء بل ليدفع الاختناق ويعطشهم بالمعطشات فَإِن لم يزل الفواق بالقيء استعملنا المحاجم على الْفَقْرَة الْكُبْرَى الَّتِي بَين الأكتاف وعَلى سَائِر خرز الظّهْر فَإِن المحجمة تسوي الإلتواء الْعَارِض بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>