للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلامَة غير جَيِّدَة. ويبس الأجفان دَلِيل رَدِيء. وَأَن تبقى الْعين فِي الْيَقَظَة مَفْتُوحَة حَتَّى لَو قرب مِنْهَا أصْبع لم تطرف دَلِيل قَاتل. وَشدَّة اتساع الْعين أَيْضا مَعَ هذيان ضعف قَاتل. وَقيل أَن من ظهر بِهِ بثر كالعدسة الْبَيْضَاء تَحت عينه مَاتَ فِي الْيَوْم الْعَاشِر وَتظهر بِهِ شَهْوَة الْحَلَاوَة. فصل فِي عَلَامَات تُؤْخَذ من جِهَة الْأنف التواء الْأنف رَدِيء وَيدل على قرب الْمَوْت فَإِن السَّبَب فِيهِ تشنج رَدِيء قتال وتفرطحه أَيْضا رَدِيء والتعويل فِي الِاسْتِنْشَاق على الْأنف والمنخرين عَلامَة رَدِيئَة. وَأَن تَجِد من نَفسه ريح الْمسك أَو السّمن أَو الطين وقطر المَاء الْأَصْفَر من الْأنف فِي الحميات الحادة رُبمَا كَانَ دَلِيل قرب الْمَوْت. وَأَن لَا يعطس بالمعطسات دَلِيل الْمَوْت. وَبطلَان حس وَكَذَلِكَ أَن لَا يرعفه الْعقر والخدش والإلحاح من الْمَرِيض بإصبعه على أَنفه كَأَنَّهُ يثقبه من غير سَبَب عَلامَة غير جَيِّدَة وَخُرُوج المَاء من الْأنف رَدِيء. فصل فِي عَلَامَات تُؤْخَذ من جِهَة الْأذن جفاف الشحمة وانقلابها تقبض الصدفة عَلامَة رَدِيئَة. قيل أَن وسخ الْأذن إِذا حلا فَهُوَ عَلامَة رَدِيئَة عِنْد جالينوس مهلكة عِنْد الْأَوَّلين حُدُوث ألم بالأذن مَعَ حمى حادة مخاطرة فَإِنَّهُ قَاتل إِن لم يسل مِنْهُ شَيْء ويسكن وَذَلِكَ فِي الْمَشَايِخ وَأما فِي الشبَّان فيموتون قبل أَن ينفتح لشدَّة حسهم. فصل فِي عَلَامَات تُؤْخَذ من جِهَة الْأَسْنَان قضقضة الْأَسْنَان فِي الحميات الحادة وَكَأن صَاحبهَا يَأْكُل شَيْئا عَلامَة غير جَيِّدَة. قيل من غشيت أَسْنَانه فِي الحميات لزوجات دلّت على أَن حماه تشتدّ فَإِنَّهُ يدل على حرارة شَدِيدَة وعَلى مَادَّة لزجة بطيئة التَّحَلُّل تعرض المرضى كل وَقت لتنقية أسنانهم من غير عَادَة جرت دَلِيل غير جيد. صرير الْأَسْنَان وتصريفها من غير عَادَة رُبمَا أنذر بجنون وَإِن كَانَ الْجُنُون حدث ثمَّ حدث ذَلِك دلّ على هَلَاك إِلَّا فِيمَن هُوَ مُعْتَاد لذَلِك لضعف عضل فَكَّيْهِ فتصر أَسْنَانه من أدنى سَبَب واخضرار الثنايا عَلامَة رَدِيئَة. فصل فِي عَلَامَات مَأْخُوذَة من جِهَة اللِّسَان والفم وَمَا يَلِيهِ واسوداد اللِّسَان فِي الْأَمْرَاض الحادة عَلامَة على الرداءة وجفوف الْفَم والريق غير جيد وَإِذا يبس أَولا ثمَّ خشن مَعَ الْمُنْتَهى ثمَّ اسود فَهُوَ قَاتل وخصوصاً فِي الرَّابِع عشر وَاعْلَم أَن شدَّة نَتن الْفَم فِي الْأَمْرَاض الحادة دَلِيل هَلَاك لِأَنَّهُ يدل على فَسَاد الأخلاط كلهَا. علو إِحْدَى الشفتين على الْأُخْرَى من غير خلقَة عَلامَة رَدِيئَة التواء الشّفة فِي الحميات الحادة رَدِيء. تشقق الشفتين فِي الحميات يدل على فرط الالتهاب وتقلصهما وبردهما رَدِيء بَقَاء الْفَم مَفْتُوحًا فِي الْأَمْرَاض الحادة دَلِيل رَدِيء إفراط يبس اللِّسَان عَلامَة غير جَيِّدَة. قيل إِذا بَان على اللِّسَان فِي حمى حادة كالحمص الْأسود أَو كحب الخروع فالموت قريب وَتعرض لَهُ شَهْوَة الْأَشْيَاء الحارة. خشونة اللِّسَان ويبسه دَلِيل برسام وتأمّل فِي خشونة اللِّسَان وتغيّر لَونه فضل تَأمل كَيْلا يكون سَببه شَيْئا صابغاً. وَاعْلَم أَنه لَيْسَ ينصبغ اللِّسَان بالخلط الْغَالِب فِي كل حَال مَا لم يكن مترقياً بجوهره أَو ببخاره من بعض الْأَعْضَاء الْمُشَاركَة. فصل فِي عَلَامَات تُؤْخَذ من أَحْوَال الْحلق والمريء ونواحيه الاختناق بَغْتَة لَا فِي يَوْم بحران عَلامَة رَدِيئَة. والاختناق بِلَا زبد أخف. فَإِن الإزباد لَا يكون إِلَّا وَقد بلغ الْقلب فِي السخونة مبلغا تعطل لَهُ أَفعَال الرئة والحجاب فَلَا يستطيَع أَن يرد النَّفس بالاستواء وَهَذَا لَا يكون وَلَا ورم فِي الْحلق إِلَّا لأمر عَظِيم وَقد يكون كثيرا بل فِي الْأَكْثَر بِسَبَب الدِّمَاغ وَبِالْجُمْلَةِ إِذا حدثت فِي الْحمى القوية خوانيق صعبة فقد أطل الْمَوْت لِأَن الْقلب يَقْتَضِي بِسَبَب شقة الْحَرَارَة نسيماً كثيرا وَقد سد سَبيله فيلتهب الْقلب ويفرط سوء مزاجه فَلَا يحْتَمل الْحَيَاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>