للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَإِذا كَانَ الخناق لَيْسَ بمشاركة من امتلاء الْبدن كُله بل كَانَت الفضلة فِي نَاحيَة الْحلق فَقَط وَلم يخْش مدَدا جَازَ أَن لَا يفصد بل يبعد عَن بدنه أَسبَاب التَّحَلُّل المحوج إِلَى الْبَدَل الْكثير وَيمْنَع الْغذَاء ليَكُون بدنه مُسْتَعْملا لدمه فِي الاغتذاء وصارفاً إِيَّاه عَن جِهَة الورم كَأَنَّهُ يغصبها الدَّم ثمَّ يقبل على التَّحْلِيل والإنضاج. وَإِن فصدت رُبمَا لم يحْتَمل ذَلِك وَلم يكن بُد من تغذية وَفِي التغذية تَعْذِيب وخصوصاً حِين لَا يشْبع وَلَا يُؤَخر فصد الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان بل يجب أَن يُبَادر إِلَى ذَلِك وَلَو فِي الْيَوْم بل وَلَو فِي خلل التفاريق الْمَذْكُورَة وخصوصاً إِذا كَانَت الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان متمدّدة. وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى فصد الوداج وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى شَرط اللِّسَان نَفسه وَإِلَى حجامة السَّاق فَإِنَّهُ نَافِع جدا. وَمن كَانَ يعتاده الخوانيق فَيجب أَن يفصد قبل عروضها كَمَا ترى امتلاء وَعند الرّبيع. وَمِمَّا هُوَ شَدِيد النَّفْع الْمُبَادرَة إِلَى اسْتِعْمَال الحقن القوية جدا إِلَّا أَن تمنع الْحمى فَحِينَئِذٍ يجب أَن يقْتَصر على الحقن اللينة. وللحقن القوية والشيافات مَنْفَعَة فِي ذَلِك قَوِيَّة. وَيجب أَن ترْبط الْأَطْرَاف ويطوق الْعُنُق بصوف وخصوصاً صوف الزوفا مغموساً أَيَّة كَانَ فِي الزَّيْت أَو فِي دهن البابونج فَإِنَّهُ مليّن مسكن للوجع ثمَّ فِي آخِره تخلط بِهِ الجواذب حِين لَا تَنْفَع هَذِه وَهِي مثل البورق والخردل والقسط والجندبيدستر والكبريت والمراهم القوية المحمّرة وَأَيْضًا بِمثل عسل البلاذر وكل مَا ينقط وَيجب أَن يقْتَصر فِي غذائهم إِلَى الْيَوْم الثَّالِث على السكنجبين وشراب الْعَسَل ثمَّ يتدرج إِلَى مَاء الشّعير مَعَ بعض الْأَشْرِبَة اللذيذة ثمَّ إِلَى محّ الْبيض ثمَّ إِذا سهل البلغ اسْتعْملت الأحساء بخندروس. وَفِي آخِره نجْعَل الأحساء من المنضجات ثمَّ المحلّلات. وَإِذا عسر البلع وضعت المحاجم على الرَّقَبَة عِنْد الخرزة الثَّانِيَة بالمصّ أَو بالنَّار ليتسع المنفذ قَلِيلا قَلِيلا ويسيغ كل مَا يتجرع من الأغذية فَإِذا فرغ من ذَلِك أزلت المحاجم. وَأما النارية فَإِنَّهَا تسْقط بِنَفسِهَا وَلَا بَأْس أَن يشرط أَيْضا

<<  <  ج: ص:  >  >>