[١٧٣] وموقد النَّار لمصْلحَة: خَادِم الأكابر، المتقرب إِلَيْهِم فِي نفع غَيره. فَإِن كَانَ ذَلِك فِي زمن الشتَاء، كَانَ بِلَا تَعب، وينال رَاحَة. وَإِن كَانَ فِي زمن الصَّيف، كَانَ بتعب، وغرامة. لِكَثْرَة عرقه، الَّذِي هُوَ بِمَنْزِلَة المَال.
[١٧٤] فصل: وَأما موقدها للمضرة، كمن يُرِيد حرق مَال النَّاس، أَو دُورهمْ، أَو ثِيَابهمْ: فَهُوَ رجل ردي، مثير الْفِتَن. وَأما موقدها للهداية: فَرجل أشبه شَيْء بالعلماء، وأرباب الْخَيْر. قَالَ المُصَنّف: انْظُر إِذا أوقد النَّار وَتكلم عَلَيْهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أنني أوقدت نَارا لأطبخ عَلَيْهَا رؤساً، قلت: عزمت على أَنَّك تتعانى عمل الفخار أَو الطوب المشوي أَو الجير وَنَحْو ذَلِك، قَالَ: نعم، قلت: تفِيد. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أوقدها لأضيء على النَّاس، قلت: تصير خَادِم مَسْجِد أَو بيعَة تعدل الْقَنَادِيل لذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أوقدها لأحرق بهَا / الدّور، قلت: تَتَكَلَّم فِي أَمْلَاك النَّاس وتؤذيهم، فَارْجِع عَن ذَلِك.
[١٧٥] البستاني: رجل يخْدم من دلّت الْأَشْجَار عَلَيْهِ، من الدُّنْيَا، وَالدّين.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute