قلت: أَنْت تعْمل الزّجاج وتنفخ فِيهِ. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت تتعانى عمل الظروف وتربح مِنْهَا، فَصَارَ كَذَلِك. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن عِنْدِي قفصاً فِيهِ عصافير وَقد أطلقتهم، قلت: أَنْت معلم مكتب سيبطل مكتبك ويتفرق صغارك، فَجرى ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر، قلت: أَنْت سجان وسيروح من فِي سجنك، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ لي آخر؛ وَكَانَ لَا يعرف الْخط: رَأَيْت أنني معلم مكتب وَالصبيان يقرؤون بِصَوْت طيب، قلت: أَنْت تعلم النَّاس الْغنى والزمزمة، قَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أحلج الْقطن، قلت: أَنْت مُتَوَلِّي حسن، طول نهارك تكبس المفسدين وتخرجهم من بلادك، قَالَ: نعم. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني أغربل قمحي، قلت: أَنْت عزمت على إِخْرَاج زَكَاته، قَالَ: نعم. وَمثله قَالَ آخر، قلت: عزمت على أَنَّك تجهز جمَاعَة إِلَى جليل الْقدر يعزرهم ويؤدبهم، فَضَحِك وَقَالَ: صَحِيح. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أنخل الدَّقِيق، قلت: عزمت على عمل معجنة طين وتعملها لَبَنًا بالنَّار تعْمل دورك بِهِ، قَالَ: نعم، وتعجب من ذَلِك. وَقَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أَن الأمطار بحكمي، قلت: تصير مغربلا أَو تنخل الدَّقِيق، وتفيد من ذَلِك فَصَارَ كَذَلِك. وَدلّ النَّجْم على الْكذَّاب لكَونه يتَكَلَّم على من لَا عاشره وَلَا خَبره حق خبرته. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت منجماً أتصرف فِي النُّجُوم وأرتبها، قلت: أَنْت تصير خَبِيرا بِعَمَل جامات الْحمام وستفيد من ذَلِك، فَصَارَ كَذَلِك. فافهمه موفقاً إِن شَاءَ الله.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute