للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يكحلهم بِالْحِجَارَةِ، أَو التُّرَاب، أَو الْخشب، أَو الْمُجبر يكسر أَعْضَاء النَّاس، أوعظامهم، أَو الجرائحي يمزق لُحُوم النَّاس، أَو يسيل دِمَاءَهُمْ من الْأَعْضَاء الصَّالِحَة، أَو الْعَطَّار يَبِيع الْأَشْيَاء الردية، أَو الشرابات الردية: فَإِن جَعَلْنَاهُ متوالياً، كَانَ ظَالِما. وَإِن جَعَلْنَاهُ مكسباً كَانَ مكسباً حَرَامًا. وَإِن جَعَلْنَاهُ فَائِدَة، كَانَت بنكد. وَنَحْو ذَلِك. قَالَ المُصَنّف: وَأما من صَار فعله أَو صفته ردية فِيمَا صَار إِلَيْهِ من الصَّنْعَة فِي الْمَنَام فأعطه مَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي طَبِيب: رَأَيْت أنني صرت قَاضِيا ولبسي مَا هُوَ جيد، قلت لَهُ: تقضي على المرضى فِي طبك بِمَا لَا يصلح لَهُم، وأخشى عَلَيْك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت كأنني طَبِيب وَأَنا أفرق السمومات وَالنَّاس يَأْخُذُونَ مِنْهَا، قلت لَهُ: أَنْت رجل قوي حاوي تجمع الْحَيَّات وَنَحْو ذَلِك، قَالَ: نعم، قلت: تفِيد من ذَلِك. وَمثله قَالَ آخر؛ غير أَنه قَالَ أبيع هَذِه السمومات وَمَا أرجع أبيع شَيْئا، قلت لَهُ: كَانَ السم سَائِلًا، قَالَ: نعم كَأَنَّهُ زَيْت، قلت: وَالَّذِي أَعطيتهم تعرفهم، قَالَ: لَا لكِنهمْ أشكال ردية، قلت لَهُ: أَنْت ملك ستظفر بِبَعْض أعدائك بِأَن ترسل عَلَيْهِم الْمِيَاه فتهلكهم فِي مَنَازِلهمْ، فَمَا مضى قَلِيل إِلَّا غرق جمَاعَة وهرب جمَاعَة وَقَعُوا فِي المَاء فهلكوا، وَأرْسل على بَعضهم مَاء فِي مَكَان مَا قدر يصل بِنَفسِهِ إِلَيْهِم فأهلكهم، وَكَانَ دَلِيله أَن عبور السم فِي الْأَبدَان يتلفها من دَاخل كَالْمَاءِ فِي الْبُنيان. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني صرت كحالاً وَكلما أتيت إِلَى عين أذر عَلَيْهَا ذروراً فتعجبني فآكلها، قلت: أعين بني آدم، قَالَ: لَا، قلت:

<<  <   >  >>