يَأْمَن من خَوفه، أَو يتعافى من مَرضه، أَو يخلص من شدته، أَو يربح بُد خسرته، كل إِنْسَان على قدره وَمَا يَلِيق بِهِ. وَأما إِذا لم يكن تمّ لَهُ فِي الْمَنَام شَيْء مِمَّا ذكرنَا لم يبلغ مُرَاده. قَالَ المُصَنّف: اعْتبر لقاصد هَذِه الْأَمَاكِن فِي طلب حَاجَة وَتكلم عَلَيْهِ بِمَا يَلِيق بِهِ. كَمَا قَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت أَن طاحونة تطحن شَعِيرًا كَانَ معي والدقيق ينزل دَقِيق حِنْطَة، قلت لَهُ: فالشعير من عادتك تَأْكُله، قَالَ: لَا، قلت لَهُ: تحْتَاج بعد غناك حَاجَة تَأْكُل فِيهَا خبز الشّعير، ثمَّ بعد ذَلِك تَسْتَغْنِي من عِنْد إِنْسَان كثير الرقص والطرب، فَكَانَ كَذَلِك، لِأَن دوران الْحجر كالراقص الَّذِي لَا يزل فِي مَكَانَهُ بعد دورانه. وَرَأى آخر أَنه أَتَى إِلَى فرن بدقيق فخبزه من غير عجن، قلت لَهُ: عنْدك مَرِيض وَأَنت تطلب طَبِيبا ليداويه، قَالَ: نعم، قلت: يبرأ قبل أَن تمارس أُمُوره. وَمثله رأى آخر، غير أَنه قَالَ تلف الْخبز، قلت: عنْدك حَامِل، قَالَ: نعم، قلت: تمرض بالحمى ويتلف الْوَلَد وَرُبمَا يسْقط، فَجرى ذَلِك. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني جِئْت بجلد ميتَة أصلحه الدّباغ بدبغه، قلت: لَك مَال فِيهِ حرَام أَو لم تخرج زَكَاته عزمت على أَنَّك تزكي وتعمل حِيلَة ليصير لَك حَلَالا وَلَا تبرئ ذِمَّتك بِالْكُلِّيَّةِ، لِأَن النَّاس اخْتلفُوا فِي طَهَارَة دباغ جلد الْميتَة. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني أخذت جلد جاموس من مدبغة، قلت: أخذت ثوبا من تَرِكَة جليل الْقدر، فَإِن كَانَ بِلَا دباغ فقد أَخَذته بِغَيْر حَقه. وَقَالَ آخر: أتيت بجلد يَابِس فَوَضَعته فِي بركَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute