أبرق، وفي وقت فصول الخضاب يكون أشكل، فإذا أبيض عاد أبيض.
وهكذا تخضرّ دود البقل وجراده وذبابه.
٩٧- وليس ذلك بأعجب من حرة بني سليم «١» حيث اسودّ كل شيء فيها من إنسان وبهيمة وطائر وهامة. وبلاد الترك جميع حيواناتها على صور الترك.
٩٨- علي عليه السّلام: ألا تنظرون إلى صغير ما خلق الله كيف أحكم خلقه وأتقن تركيبه؟ وفلق له السمع والبصر، وسوى له العظم والبشر، أنظروا إلى النملة كيف في صغر جثتها ولطافة هيئتها لا تكاد تنال بلحظ البصر، ولا يستدرك الفكر، كيف دبت على أرضها، وصبت على رزقها، تنقل الحبة إلى جحرها، وتعدها في مستقرها، تجمع في حرّها لبردها، وفي وردها لصدرها «٢» ، لا يغفلها المنان، ولا يحرمها الديدان، ولو في الصفا «٣» اليابس، والحجر الجامس.
ولو فكرت في مجاري أكلها، وفي علوها وسفلها، وما في الجوف من شراشيف بطنها، وما في الرأس من عينها وأذنها، لقضيت من خلقها عجبا، ولقيت من وصفها تعبا، فتعالى الذي أقامها على قوائمها، وبناها على دعائمها. لم يشركه في فطرتها فاطر، ولم يعنه على خلقها قادر.
٩٩- إذا خافت الذرة على الحب أن يفعن أخرجته إلى ظهر الأرض ليجف.
وربما اختارت لذلك الليل، لأن الليل أخفى، وفي القمر لأنها فيه أبصر، وإذا خافت أن ينبت في مكان ند نقرت موضع القطمير «٤» من وسط الحبة، وهي تعلم أنها من ذلك الموضع تبتدىء في البنات.