٣٣٧- سأل المهدي معبد بن خالد بن أنس بن مالك «١» وكان منزله بشيراز «٢» عن بعض ما كان فيه ملوك فارس، قال: كانت لكسرى كل يوم عناق «٣» قيمتها أربعون ألفا، قال: كيف؟ قال: كان يلتمس له عناق حمراء زرقاء غذيت بألبان النعاج الفتية، فتشترى بما بلغت، ثم تذبح بسكين من ذهب، ثم تسمط بماء الورد، ثم تغسل بالخمر والمسك، ثم يسجر «٤» التنور بالعود الهندي، وتجعل في سفود «٥» من ذهب، ويضرب في تنورها المسك والعنبر، وكان يؤتى كل يوم بدرّة قيمتها عشرة آلاف فتسحق وتجعل في لون يتخذ له يقال إنه نافع من السل.
٣٣٨- قال عبد الملك حين حج لحبّى «٦» :- ما فعلت حريرتك «٧» ؟
قالت: البرمة عندي وعندي أقط وسمن، فعملتها له، فأكل منها فقال: يا حبّى، ليست كما كنت أعهد، فقالت: ألهاك عنها زمكّى الدجاج «٨» ، قال: صدقت، وأمر لها بمال.
٣٣٩- كان عبد العزيز بن مروان جوادا مضيافا، فتغذى عنده أعرابي، فلما كان من الغد رأى الناس على بابه كما رآهم بالأمس، فقال: أفي كل يوم يطعم الأمير؟ وأنشد: