أولئك لم يدرين ما سمك القرى ... ولا عصب فيها رئات العمارس «١»
١١٧- قدّم أعرابي إلى ضيفه ثريدة وقال له:- لا تصقعها «٢» ولا تقعرها «٣» ولا تشرمها «٤» .
فقال الضيف:- فمن أين آكل؟ قال لا أدري، فانصرف جائعا. أي لا تأكل من أعلاها ولا من أسفلها ولا من حروفها.
١١٨- شكا إلى أبي العيناء «٥» مدني سوء الحال، فقال له:- أشكر الله فإن الله قد رزقك الإسلام والعافية، قال:- أجل، ولكن بينهما جوع يقلقل الكبد.
١١٩- وضعت بين يدي أعرابي عصيدة تنش حرارة، فضرب بيده إليها فامتنعت عليه، فقال:- أما والله إني لأعلم أنك هنيئة المزدرد، لينة المسترط، وإنك لتعلمين إني ابن بجدة «٦» بلادك في أكلك، وأني لأخاف أن العود إلى أمثالك ستطول مدته، فما يمنعني أن أتلقى حرارتك ببلعوم