للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

تكفر الخطيئة وقيام الليل من جوف الليل" قال وتلا هذه الآية: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (١).

قال الحليمي رحمه الله (٢): ومعنى هذا والله أعلم، أن الإسلام هو الذي لا يصح شيء من العمل إلا به، وإذا فات لم يبق معه عمل، فهو كالرأس الذي لا يسلم شيء من الأعضاء إلا ببقائه، فإذا فارق الجملة لم ينتفع بعده بشيء من الأعضاء.

وأما الصلاة فإنها عمود الأمر والأمر هو الدين، لأن الإسلام لا ينفع ولا يثبت من غير الصلاة ولا يغني قبولها عن فعلها؛ لأن الإسلام وحده لا يحقن الدم حتى يكون معه إقام الصلاة.

وأما قوله ذروة سنامه الجهاد في سبيل الله فقد قيل معناه أي لا شيء من معالم الإسلام أشهر ولا أظهر منه فهو كذروة السنام التي لا شيء من البعير أعلى منه، وعليه يقع بصر الناظر من بعده وبسط الكلام في شرحه.

[٣٩٢٢] أخبرتا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا عبيد ابن شريك، حدثنا أبوالجماهر محمد بن عثمان التنوخي، حدثنا الهيثم بن حميد (٣)، أخبرني العلاء بن الحارث، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة، أن رجلًا قال يا رسول الله! ائذن لي في السياحة فقال: "إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله".


(١) سورة السجدة (٣٢/ ١٦).
(٢) راجع "المنهاج" (٢/ ٤٧٣ - ٤٧٤).

[٣٩٢٢] إسناده: رجا له موثقون.
والحديث أخرجه أبو داود في الجهاد (٣/ ١٢ رقم ٢٤٨٦) عن محمد بن عثمان التنوخي، بنفس الطريق.
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٧٣) - وعنه المؤلف في "سننه" (٩/ ١٦١) بنفس الإسناد.
وصححه وأقره الذهبي.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٨/ ٢١٦ رقم ٧٧٦٠) من طريق محمد بن عائذ عن الهيثم بن حميد به.
وأخرجه أيضًا في "الكبير" (٨/ ١٩٨ رقم ٧٧٠٨) من طريق سليم بن عامر عن أبي أمامة به.
صححه الشيخ الألباني. راجع "صحيح الجامع الصغير" (رقم ٢٠٨٩).
(٣) جاء في الأصلين "الهيثم بن حميل" وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>