للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المختلفة، وإنما يشبهه من بعض الوجوه دون بعض١.

٦– الدلالة على النسب؛ نحو: لفلان أب يقول الحق، ويفعل الخير، أي: ينتسب فلان لأب١ ...

٧– التعدية٢ المجردة؛ نحو: ما أحب العقلاء للصمت المحمود، وما أبغضهم للثرثرة.

٨– التعليل؛ بأن يكون ما بعدها علة وسببًا فيما قبلها، نحو: الاكتساب ضروري، لدفع الفاقة وذل الحاجة٣.

٩- التوكيد المحض، وتكون في هذه الحالة زائدة زيادة محضة لتأكيد معنى الجملة كلها، لا معنى العامل وحده كما شرحنا٤، ويجري عليها ما يجري على حرف الجر الزائد٤، وأكثر ما تكون زيادتها بين الفعل ومفعوله؛ نحو قول الشاعر:

وملكت ما بين العراق ويثرب٥ ... ملكًا أجار٦ لمسلم ومعاهد

أي: أجار مسلمًا ومعاهدًا٧، وقول الشاعر في الغزل:


١،١ الحق أن المعاني الثلاثة "التمليك – شبه – النسب" متقاربة، ويمكن الاستغناء عنها بعد إلحاقها بحروف أخرى، ولكنها مع اللام أوضح؛ فنسبت إليها، ولقد قيل: إن كل معنى من المعاني الثلاثة يستفاد من الجملة كلها، لا من اللام وحدها وهذا صحيح، وقد أجابوا بأن فهم هذا المعنى من التركيب متوقف على "اللام" فنسب إليها.
٢ إذا كانت لمجرد التعدية فما بعدها في حكم المفعول به معنى، وإن كان مجرورًا كما سبق في أول هذا الباب، ص٤٣٧ و٤٣٩، وفي باب: "التعدي واللزوم"، ص١٥١.
وكونها هنا للتعدية المجردة لا ينافي أنها في بقية مواضعها للتعدية أيضًا مع إفادتها شيئًا آخر في الوقت نفسه، كما جاء في حاشية الصبان.
٣ ما بعدها هو السبب هنا؛ لأن السبب لا بد أن يظهر في الوجود قبل المسبب، والرغبة في دفع الفاقة سابقة على وجود الاكتساب.
٤و٤ في ص ٤٥٠، ومنه يعلم: أن حرف الجر لزائد زيدة محضة لا يفيد إلا توكيد المعنى العام في الجملة كلها، وأنه لا يتعلق بعامل، وأنه يمكن الاستغناء عنه، دون أن يتأثر الكلام بحذفه ... و...و ...
٥ اسم للمدينة المنورة.
٦ أجاره: نصره وحماه.
٧ يستدل النحاة بالبيت السالف على زيادة "اللام" كما قلنا لكن البيت للشاعر "ابن ميادة" من أبيات يمدح بها أمير المدينة، وبعده:
ماليهما ودميهما من بعدما ... غشي الضعيف شعاع سيف المارد
وهذا يجعل الحكم بزيادة اللام غير مقطوع به، إذ يصح أن يكون "المفعول به"
هو"ماليهما" ... إلا أن أعربنا هذه الكلمة "بدلًا" من "مسلم" ... فالاستشهاد
بالبيت السالف استشهاد بما يقبل الاحتمال من غير داع، ولا يصلح للقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>