أن عثمان كان يعطي صدقة الفطر عن الصغير والكبير والحمل.
قلت: وهذا إسناد صحيح لولا أنه منقطع بين قتادة وعثمان وبين هذا وبين حميد والظاهر من إطلاقه في إسناد ابن أبي شيبة أنه حميد بن أبي حميد الطويل. ويؤيده أنه من رواية إسماعيل بن إبراهيم وهو ابن عليه عنه وقد سمع منه ويعكر عليه أنه جاء منسوبًا في رواية أحمد حميد بن بكر وليس في الحميديين من الرواة بهذه النسبة (ابن بكر) إلا رجلاً واحدًا أورده ابن حبان في أتباع التابعين من ثقاته إلخ كلامه الإرواء (٣: ٣٣١) رقم (٨٤١) .
أقول: لو وقف على ما في المحلى لابن حزم لظهر له المراد واستراح من هذا الكلام. قال ابن حزم في المحلى (٤: ١٣٢) روينا من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا المعتمر بن سليمان التيمي عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني وقتادة أن عثمان كان يعطي ... فذكره. فتبين أن قوله حميد بن بكر تصحيف وإنما هو حميد عن بكر وحميد هو الطويل وبكر هو المزني فإذا جمعت هذه الروايات صار عن عثمان من رواية حميد كما خرجه ابن أبي شيبة وقتادة وبكر بن عبد الله كما خرجه عبد الله بن أحمد وابن حزم ورجالهم ثقات إلا أن فيها انقطاعًا، ولكن تعددها يدل على أن له أصلاً عن عثمان ويقويه ما رواه ابن أبي شيبة (٣: ١٧٣) عن أبي قلابة قال: إن كانوا ليعطون حتى يعطو عن الحبل. وأبو قلابة قد أدرك الصحابة وصحبهم وروى عنهم.