وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم لأزواجه:«أسرعكن بي لحاقا أطولكن يدا» . فكانت عائشة تقول: أنا تلك، أنا أطولكن يدا. فكانت زينب بنت جحش، وذلك أنها كانت امرأة كثيرة الصدقة، وكانت صناعا تصنع بيديها وتبيعه وتتصدق به.
قال الشاعر:
وما إن كان أكثرهم سواما ... ولكن كان أطولهم ذراعا
قال: كان الحسن يقول: ما أنعم الله على عبد نعمة إلا وعليه فيها تبعة، إلا ما كان من نعمته على سليمان صلّى الله عليه وسلّم، فإن الله عز وجل قال عند ذكره: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ.
قال: باع عبد الله بن عتبة بن مسعود أرضا بثمانين ألفا، فقيل له: لو اتخذت لولدك من هذا المال ذخرا. قال:«إنما أجعل هذا المال ذخرا لي عند الله، واجعل الله ذخرا لولدي» . وقسم المال.
وقال رجل: صحبت الربيع بن خثيم سنتين فما كلمني إلا كلمتين، قال لي مرة: أمك حية؟ وقال لي مرة أخرى: كم في بني تميم من مسجد؟
وقال أبو فروة: كان طارق صاحب شرط خالد بن عبد الله القسري مر بابن شبرمة، وطارق في موكبه، فقال ابن شبرمة:
فإن كانت الدنيا تحبّ فإنها ... سحابة صيف عن قليل تقشّع
اللهم لي ديني ولهم دنياهم. فاستعمل ابن شبرمة بعد ذلك على القضاء فقال ابنه: أتذكر قولك يوم مر طارق في موكبه؟ فقال: يا بني، إنهم يجدون مثل أبيك، ولا يجد أبوك مثلهم. يا بني، إن أباك أكل من حلوائهم وحط في أهوائهم.
قال الحسن: من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن خاف الناس أخافه الله من كل شيء.
وقال الحسن ما أعطى رجل من الدنيا شيئا إلا قيل له خذه ومثله من الحرص