والصحيح أن "من" في الآية تبعيضية، أي يغفر لكم شيئا من ذنوبكم كما قال سيبويه، والجمهور يشترط لزيادة "من" ثلاثة شروط: أحدها: أن تكون مسبوقة بنفي نحو {مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ} أو نهي بلا نحو {وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ} أو استفهام بهل خاصة. مثل قوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ} وبعضهم ألحق الهمزة بهل في هذا الباب. الثاني: أن يكون مجرورها نكرة كما تقدم. الثالث: أن يكون مجرورها المنكر فاعلا أو مبتدأ أو اسما لكان أو مفعولا به. وبعض الكوفيين أجازوا زيادتها بشرط تنكير مجرورها فقط. ونقل السعد عن القوم أن "من" لا تزاد في الإثبات إلا في تمييز كم الخبرية إذا فصل منها بفعل متعد كقوله تعالى: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} .