للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لام الفعل إذا اتصل به ضمير المفعول كقوله تعالى: {مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُه} ١ لأنه في نية الانفصال، بخلاف قوله: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى} ٢ قالوا وكذلك جعلوا النون في يفعلان وبابه علامة الرفع، فلولا أن الألف بمنزلة حرف من نفس الكلمة لما جعلوا الإعراب بعده، ولأنهم ألحقوا علامة التأنيث بالفعل في قولهم: قامت هند، والفعل لا يؤنث، فلو لم يكن الفاعل بمنزلة جزء من الفعل لما جاز إلحاق علامة التأنيث به.

وقد نسبوا إلى "كنت" فقالوا كنتي قال الشاعر:

فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا ... وشر خصال المرء كنت وعاجن٣

فأثبتوا الياء، ولولا تنزيلها منزلة جزء من الكلمة لم يثبتوها في النسب، ولهم على هذه القاعدة أدلة، كثيرة مذكورة في مواضعها.

وإذا كان الفاعل بمنزلة جزء من الكلمة لم يجز حذفه، كما لا يجوز حذف الدال من زيد، ولكنه يضمر، فتارة يرجع إلى شيء متقدم في اللفظ، كقولنا زيد قام، وتارة إلى ما يدل عليه لفظ مصرح به، وإن لم يكن المضمر راجعا إلى ذلك اللفظ، كقولهم: من كذب كان شرا له،


١ سورة الأحزاب:١٢ {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} .
٢ سورة البقرة: ٥١.
٣ الكنتي: الكبير العمر "الناموس مادة كان".
العاجن: الشيخ الكبير، يقال فلان عجن وخبز أي شاخ وكبر؛ لأنه إذا أراد القيام اعتمد على ظهور أصابع يديه كالعاجن، وعلى راحتيه كالخابز "أساس البلاغة مادة عجن".

<<  <   >  >>