للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأيت ميزاناً [أنزل] من السماء، فوزنت أنت وأبو بكر، فرجحت أنت بأبي بكر، ثم وزن عمر وأبو بكر، فرجح أبو بكر، ووزن عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع، فرأيت الكراهة في وجه النبي ، فقال: "خلافة نبوة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء" (١).

فبين رسول الله ، أن ولاية هؤلاء خلافة نبوة، ثم بعد ذلك ملك، وليس فيه ذكر علي ؛ لأنه لم يجتمع الناس في زمانه، بل كانوا مختلفين، لم ينتظم فيه خلافة النبوة ولا الملك، وروى أبو داود أيضا عن جابر ، أنه كان يحدث، أن رسول الله قال: "أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله ، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر"، قال جابر: فلما قمنا من عند رسول الله ، قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله ، وأما المنوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه (٢)، وروى أبو داود أيضا عن سمرة بن جندب: أن رجلا قال: يا رسول الله، رأيت كأن دلوا دلي من السماء، فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها، فشرب شربا ضعيفا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء علي فأخذ بعراقيها، فانتشطت منه، فانتضح عليه منها شيء (٣). وعن سعيد بن جمهان، عن سفينة. قال: قال رسول الله : "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله ملكه من يشاء" (٤). أو "الملك".


(١) صحيح رواه أبو داود "٤٦٣٤، ٤٦٣٥" من طريقين عن أبي بكرة، واللفظ الذي في الكتاب هو عنده من طريق الأشعث التي ذكرها المؤلف، لكن ليس فيها قوله في آخره: خلافة … وهذه الزيادة عنده من الطريق الأخرى، وفيها علي بن زيد وهو ابن جدعان وفيه ضعف، لكن يشهد لها حديث سفينة الآتي بعد حديثين. والحديث مخرج في "ظلال الجنة" "١١٣١ - ١١٣٣ و ١١٣٥ و ١١٣٦".
(٢) ضعيف، وبيانه في "ظلال الجنة" "١١٣٤".
(٣) ضعيف، فيه عبد الرحمن الجرمي، فيه جهالة، ومن طريقه أيضا أخرجه أحمد "٥/ ٢١".
و"العراقي" جمع "عرقوة" وهي أعواد يخالف بينها ثم تشد في عرى الدلو ويعلق بها الحبل.
(٤) حسن يشهد له ما قبله بحديثين.

<<  <   >  >>