للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البخاري: "ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة" (١). وفي "الصحيحين" أيضا: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، [فإن أمر بمعصية] فلا سمع ولا طاعة" (٢). وعن حذيفة بن اليمان قال: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم"، فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخن"، قال: قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يسنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر"، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها"، فقلت: يا رسول الله! صفهم لنا؟ قال: "نعم، قوم من جلدتنا، يتكلمون بألستنا"، قلت: يا رسول الله، فما ترى إذا أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين، وإمامهم"، فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" (٣). وعن ابن عباس ، قال: قال رسول الله : "من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، فميتته جاهلية" (٤)، وفي رواية: "فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه" (٥). وعن أبي سعيد الخدري ، قال: قال رسول الله : "إذا بويع


(١) البخاري "٤/ ٣٨٥" عن أنس.
(٢) متفق عليه من حديث ابن عمر.
(٣) متفق عليه.
(٤) متفق عليه من حديث ابن عباس، وهو مخرج في "الإرواء" "٢٤٥٣".
(٥) صحيح، وهي من رواية الحارث الأشعري في حديث طويل، أخرجه أحمد "٤/ ١٣٠" وغيره بسند صحيح، وليست من رواية ابن عباس كما أوهم الشارح، وهو بتمامه في "صحيح الترغيب" "٥٥٣" و"صحيح الجامع الصغير" "١٧٢٠" وفيه الرد على من حاول إعلاله بما لا يقدح من الدكاترة المعاصرين! فليراجعه من شاء فإن فيه الشفاء.

<<  <   >  >>