للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويجوز أن يكون من قال: "ينعُم، ويفضُل" يوافق في المضارع من يقول في الماضي: "نعُم، وفضُل" ويخالفه في الماضي فيقول: "فضِل، ونعِم".

ونظير هذا ما حكاه أبو زيد فيما حكي عنه, وذلك أنه قال: سألت من يقول في الماضي: "أحزَنَني" فقال في المضارع "يحزُنُني"؟

فهذا قد وافق في المضارع من قال: "حَزَنَني" وخالفه في الماضي فقال: "أحْزَنَني". ويجوز أن يكون للقبيلة الواحدة١ أو الحي الواحد لغتان: "نَعِم ينعَم, ونَعْم ينعُم", فيسمع منهم ماضي إحداهما ومضارع الأخرى.

وكذلك من قال: "كُدت أكاد"٢، إنما جاء بأكاد على كدت مثل "هِبت تهاب", فإما أن يكون من لغة من قال ذلك "كُدت وكِدت جميعا" فيكون "أكاد" على "كُدت", وإما أن يكون يوافق في المضارع من يقول في الماضي "كِدت".

من العرب من يقول: "لا أفعل ذاك ولا كَوْدًا ولا هَمًّا":

٣ قال أبو عثمان٣:

وزعم الأصمعي أنه سمع من العرب من يقول: "لا أفعل ذاك ولا كودا ولا هما" فجعلها من الواو.

٤ قال أبو الفتح٤: هذه الحكاية تصلح أن تكون على اللغتين جميعا٥ "كُدت، وكِدت" جميعا، فمن قال: "كُدت" فأمره واضح؛ لأنه من الواو بمنزلة "قُلتُ قولا"، وأما٦ من قال: "كُدت أكاد" فقد يجوز أن يكون من


١ الواحدة: ساقط من ظ، ش.
٢ ظ، ش: تكاد.
٣, ٣ ظ: قال الشيخ أبو عثمان.
٤، ٤ ظ: قال الشيخ.
٥ جميعا: ساقط من ظ، ش.
٦ أما: ساقط من ظ، ش.

<<  <   >  >>