للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ونظير ذلك ما أنشدناه أبو علي من قول الراجز:

هل تعرف الدار لأم الخزرج

منها فظلت اليوم كالمُزَرّج

أراد: سكران كالذي قد١ شرب من الزّرَجُون. قال: وكان قياسه أن يقول: "المُزَرْجَن"؛ لأن النون في زَرَجون أصل. فقال: "مُزَرَّج" لأن الكلمة أعجمية, وهم إذا اشتقوا من الأعجمي خلطوا فيه.

ونظير ذلك قولهم في تحقير "إبراهيم: بُرَيْهِم، وبُرَيْه", فحذفهم الهمزة تارة والهمزة والميم أخرى، تخليط في الكلمة؛ لأنها أعجمية خارجة عن أصول كلامهم. وهما مع ذلك وإن كانتا هنا من الأصل، فقد تكونان٢ في غير هذا الموضع زائدتين.

ولو ذهب ذاهب إلى أن "جنقوهم، ونجنق" لم يُخلَّط فيه، لقُضي بأن وزن "منجنيق: مَنْفَعِيل" وهذا غير موجود في الكلام.

ولما كان المنجنيق مما ينقل ويعمل به، وكانت ميمه قد جاء فيها الكسر٣، توهموها٤ زائدة نحو مِطْرَقة٥ ومِرْوَحة، فحذفوها عند اشتقاقهم٥ الفعل واجترءوا على ذلك لذلك.

وهذا عندي من الشاذ, والقياس ما ذهب إليه أبو عثمان.

فأما قوله٦: فتذهب النون في التكسير, كما تذهب تاء عنكبوت إذا


١ قد: ساقط من ظ، ش.
٢ ظ، ش: يكونا، وهو خطأ.
٣ ظ، ش: الكسرة.
٤ ظ: توهموا، وهو خطأ.
٥، ٥ مكرر في ظ سهوا.
٦ ظ، ش: قولهم: بضمير الجمع، وهو خطأ لعودة الضمير إلى أبي عثمان.

<<  <   >  >>